أورتاغوس تبحث مع المسؤولين اللبنانيين"سبل وقف الخروقات الإسرائيلية"

2025-10-29 14:37:34

بحثت الموفدة الأميركية إلى الأمم المتحدة، مورغان أورتاغوس، خلال زيارتها إلى بيروت، مع كبار المسؤولين اللبنانيين، سبل تثبيت وقف إطلاق النار على الحدود الجنوبية، ووقف الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة، في وقت أجرى فيه مدير المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، لقاءات موازية تناولت التصعيد الإسرائيلي والوضع الأمني في لبنان والمنطقة.

وتأتي زيارة أورتاغوس في ظلّ تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية خلال الأسبوع الأخير، والتي أسفرت عن استشهاد 15 مدنيًا لبنانيًا، وسط ما وصفته مصادر سياسية لبنانية تحدثت لصحيفة "العربي الجديد" بـ"التهويل الأميركي" حول ما يُسمّى "الفرصة الأخيرة" قبل شنّ عدوان موسّع على لبنان.

وتواصل الولايات المتحدة الضغط على لبنان لتسريع عملية نزع سلاح حزب الله، وأفادت مصادر مطلعة بأن نائبة مبعوث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخاص إلى الشرق الأوسط، بحثت مع المسؤولين في بيروت "التقدم المحرز" في عملية نزع السلاح وحصره بيد الدولة اللبنانية.

وذكرت الصحيفة أنّ هذه التحذيرات لا تتعدّى نطاق الضغط الدبلوماسي، فيما نقلت عن مصدر في السفارة الأميركية قوله إن واشنطن "لا تُرسل تهديدات بل تنصح، وتسعى لإيجاد حلول عبر المسار الدبلوماسي"، مشددا على أن بلاده "تواصل دعم الجيش اللبناني والمؤسسات الرسمية".

وعقدت أورتاغوس صباح الثلاثاء، لقاءً مغلقًا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، تلاه اجتماع مع الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا، قبل أن تلتقي رئيس الحكومة نواف سلام في السراي الكبير.

وأفاد مصادر لبنانية بأن جولة المبعوثة الأميركية تجري "بعيدًا عن التغطية الإعلامية المعتادة"، وأنها ستتوجّه الأربعاء إلى الناقورة للمشاركة في اجتماع لجنة الإشراف على وقف العمليات العدائية (الميكانيزم).

وخلال لقائها الرئيس عون، أكدت أورتاغوس دعم بلادها "لجهود التهدئة وإعادة الهدوء إلى الجنوب"، فيما شدد عون على "ضرورة تفعيل عمل لجنة الميكانيزم ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة".

ودعا عون إلى "تمكين المواطنين الجنوبيين من العودة إلى منازلهم وترميم المتضرر منها مع اقتراب فصل الشتاء". وأضاف أن "الهاجس الأمني يبقى الأبرز في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، ما يستدعي استكمال انتشار الجيش وتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة".

وفي السياق نفسه، عرض رئيس الحكومة، نواف سلام، خلال لقائه أورتاغوس "عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية ودورها"، مؤكدًا أنّ "هدف أي مفاوضات هو تنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية الصادر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وخصوصًا وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة".

وأضاف أنّ "من أهداف هذا المسار أيضًا الوصول إلى الإفراج عن الأسرى اللبنانيين". وشدد سلام على أن "تطبيق قرار الحكومة بحصر السلاح، سواء جنوب نهر الليطاني أو شماله، يتطلّب الإسراع في دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي عبر مؤتمر دولي مخصّص لذلك". معتبرًا أن "تثبيت الاستقرار في الجنوب يستدعي أيضًا دعمًا لعقد مؤتمر للتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار".

وفي موازاة التحركات الأميركية، بدأ مدير المخابرات العامة المصرية زيارة رسمية إلى بيروت التقى خلالها الرئيس عون في قصر بعبدا، بحضور كبار قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية.

وأعرب رشاد خلال اجتماعه مع الرئيس اللبناني عن "استعداد مصر للمساعدة في تثبيت الهدوء في الجنوب وإنهاء الوضع الأمني المضطرب"، ومجددًا "دعم القاهرة للبنان في المجالات كافة".

من جانبه، رحّب عون بـ"أي جهد مصري للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الاستقرار إلى ربوعه"، شاكرًا "الدعم الذي تقدّمه مصر في مختلف المجالات".

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن الرئيس عون بحث مع مدير المخابرات المصرية الملفات الأمنية والعسكرية والتنسيق بين الدولتين وكيفية توسيع أجواء اتفاق غزة وقمة شرم الشيخ لتشمل لبنان.

وتأتي زيارة رشاد في سياق جهود عربية ودولية متوازية لتثبيت وقف إطلاق النار المبرم مع إسرائيل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بعد أن تجاوزت خروقاته الأربعة آلاف وخمسمئة خرق، وأسفرت عن مئات القتلى والجرحى، بينما ما تزال إسرائيل تحتل خمس تلال لبنانية سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى أراضٍ أخرى محتلة منذ عقود.