خاص| بعد أسبوعين من الهدوء.. الاحتلال يعيد شبح الحرب إلى غزة
عاد شبح الحرب ليخيّم من جديد على قطاع غزة، بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي استئناف هجماته، لتتحول ساعات الليل إلى جحيم من النيران والمجازر. في أقل من عشر ساعات، استيقظت غزة على أصوات الانفجارات وأخبار الشهداء الذين سقطوا بالعشرات، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وقال مراسلنا في غزة سامح أبو دية إن الاحتلال الإسرائيلي أعلن عودته إلى المجازر والقتل خلال أقل من عشر ساعات، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 60 شهيداً سقطوا في هذا التصعيد، معظمهم من النساء والأطفال.
وأوضح أن القصف استهدف العائلات وهم نيام، حيث تم قصف خيام وسيارات مارة ومدارس ومنازل سكنية بشكل مباشر، مضيفاً أن عمليات انتشال الجرحى والمفقودين لا تزال متواصلة حتى اللحظة.
وبيّن أبو دية أن كافة مناطق قطاع غزة تعرضت للقصف، من مدينة غزة وأحيائها كتل الهوى والصبرة، مروراً بمخيمات النصيرات والبريج ودير البلح، وصولاً إلى خانيونس ورفح جنوب القطاع.
وأشار إلى أن مجزرة جديدة ارتكبت في حي الصبرة، وأخرى في النصيرات، حيث قُصفت منازل عائلات بأكملها، منها عائلة أبو دلال التي استُشهد جميع أفرادها بعد استهداف منزلهم مباشرة.
وقال مراسل "راية" إن القصف ما زال متواصلاً حتى اللحظة شرق مخيمي البريج والمغازي، وإن الطائرات الإسرائيلية لا تغادر أجواء القطاع منذ ساعات الليل، وسط حالة من القلق والخوف الكبيرين بين المواطنين من عودة الحرب بعد أكثر من أسبوعين من الهدوء النسبي.
وأضاف أن لسان حال الغزيين اليوم هو القلق الممزوج بالأمل، فالمواطنون – كما قال – يدركون أن الحرب لم تتوقف فعلياً، نظراً لاستمرار التهديدات الإسرائيلية والخروقات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، والتي تجاوزت 120 خرقاً منذ سريانه.
ولفت إلى أن الوضع الإنساني ما زال متدهوراً، ولم يطرأ عليه أي تحسن يُذكر رغم الهدوء النسبي خلال الأيام الماضية، مضيفاً أن الأسواق اليوم لم تفتح أبوابها صباحاً بسبب حالة التصعيد والخوف من القصف.
وأشار أبو دية إلى أن هناك تخوفاً لدى التجار من العودة للعمل في ظل التصعيد، متوقعاً أن تشهد بعض السلع ارتفاعاً في الأسعار نتيجة الخوف من الاحتكار أو انقطاع الإمدادات، رغم أن الطواقم الحكومية بدأت بالتحرك لضبط الأسواق ومنع أي تلاعب بالأسعار.
وختم مراسل "راية" حديثه قائلاً إن الغزيين يأملون أن تكون هذه الجولة من التصعيد محدودة الساعات، وأن يعود الهدوء سريعاً إلى القطاع بعد ليلة دموية جديدة أضافت عشرات الشهداء إلى قائمة حربٍ لم تتوقف فصولها منذ عامين.