خاص | الكلاسيكو.. فلسفة لا تموت رغم غياب النجوم التاريخيين
أكد الناقد والمحلل الرياضي همام أبو سعدة أن مباراة الكلاسيكو الإسباني بين ريال مدريد وبرشلونة ما تزال الحدث الكروي الأبرز على مستوى العالم، رغم غياب الأسماء التاريخية التي صنعت مجد اللقاء في السنوات الماضية مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، مشدداً على أن الكلاسيكو “يتجاوز حدود كرة القدم، لأنه صراع فلسفتين وثقافتين متجذرتين في التاريخ الإسباني”.
وقال أبو سعدة في حوار خاص لبرنامج رايـــة رياضة مع الإعلامي مجدي القاسم: “جوهر الكلاسيكو لا يعتمد على الأفراد بقدر ما يعكس مواجهة دائمة بين فكرتين في كرة القدم؛ ريال مدريد الذي يميل إلى الواقعية التكتيكية، وبرشلونة الذي يقوم على فلسفة الاستحواذ والتمرير القصير”.
وأوضح أن السنوات الأخيرة شهدت تحولاً تدريجياً في هوية الفريقين، إذ أصبح ريال مدريد أكثر توازناً وتنوعاً في الأسلوب بفضل إدارة المدرب كارلو أنشيلوتي، فيما يحاول برشلونة بقيادة جيل الشباب الجديد بقيادة بدري وجافي، الحفاظ على روح التيكي تاكا رغم التحديات المالية والإدارية التي يعيشها النادي.
وأضاف أبو سعدة أن “الكلاسيكو لا يُلعب بالأقدام فقط، بل بالعقول أيضاً”، مشيراً إلى أن الضغط الذهني والنفسي يترك أثراً كبيراً على أداء اللاعبين، خاصة في ظل المتابعة الجماهيرية والإعلامية الضخمة التي ترافق اللقاء.
وقال: “اللاعب في الكلاسيكو يعرف أن أي خطأ بسيط قد يتحوّل إلى حديث عالمي خلال دقائق، لذلك الخبرة عامل حاسم في مثل هذه المواجهات”.
وتطرّق أبو سعدة إلى الظروف الحالية للفريقين، مبيناً أن ريال مدريد يتمتع باستقرار فني واضح وثقة عالية داخل غرفة الملابس، بينما لا يزال برشلونة يحاول استعادة توازنه وسط أزمات مالية وإدارية متراكمة.
ورغم ذلك، يرى أن منطق كرة القدم لا يكفي للتنبؤ بنتيجة المباراة، لأن “الدوافع العاطفية والجماهيرية قد تقلب الموازين في لحظة”.
وفي ختام حديثه، رجّح أبو سعدة أن تكون المباراة متقاربة المستوى، قائلاً: “ريال مدريد يبدو أكثر جاهزية وثباتاً، لكن برشلونة يمتلك الحافز لإثبات ذاته. قد تحسم المواجهة تفصيلة صغيرة أو خطأ فردي، كما اعتدنا في الكلاسيكو دائماً.”