المكتبة الوطنية البرازيلية تتبرع بكتب برازيلية مترجمة إلى العربية للمكتبة الوطنية الفلسطينية
تبرعت المكتبة الوطنية في البرازيل، برئاسة ماركوس لوتشيزي، بمجموعة من الكتب البرازيلية المترجمة إلى اللغة العربية لصالح المكتبة الوطنية الفلسطينية.
وجرت عملية التسليم في مقر المكتبة في رام الله، يوم أمس الاثنين، في مبادرة تعكس التزام البرازيل بتعزيز التبادل الثقافي ودعم التطور الأدبي والتعليمي للشعب الفلسطيني.
وتمّ تسليم المجموعة من قِبل السفير البرازيلي لدى فلسطين، جواو مارسيلو كيروس سواريس، إلى الأستاذ الدكتور مروان عورتاني، رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية. وأكد الجانبان خلال الحدث، الذي اتسم بأجواء ودّية، على أهمية المعرفة والأدب والتفاهم المتبادل في بناء جسور ثقافية مستدامة بين الشعبين.
وقال الأستاذ الدكتور عورتاني:"إن هذه المبادرة تتجاوز كونها تبرعًا بالكتب؛ فهي رسالة صداقة وتضامن. إنها تثري مجموعاتنا، وتتيح للجمهور الفلسطيني التعرف على الثقافة والفكر البرازيليين بلغتهم الأم، فمثل هذه المبادرات ضرورية لتعزيز التفاهم بين الثقافات."
وخلال اللقاء، تناول الطرفان أيضًا سبل التعاون المستقبلي بين المكتبتين الوطنيتين، ومن المقترح تنفيذ مشاريع مشتركة تشمل برامج أدبية وتعليمية، ومبادرات ترجمة، وتبادل الكتّاب، وإقامة معارض ثقافية. واتفق الجانبان على أن التعاون المستمر من شأنه تعزيز الوصول إلى المعرفة، ودعم البحث العلمي، وتقوية الروابط الثقافية بين البرازيل وفلسطين.
من جانبه، أوضح السيد سواريس أن التبرع يعكس التزام البرازيل الأوسع بتعزيز التبادل الثقافي الدولي، مضيفًا: "من خلال إتاحة الأدب البرازيلي للقراء الناطقين بالعربية، نهدف إلى بناء جسور من الفهم المتبادل وتعزيز الحوار بين شعبينا."
وتغطي الكتب المتبرع بها مجموعة واسعة من الموضوعات، تشمل الأدب البرازيلي، والتاريخ، والعلوم الاجتماعية، والفنون، مما يتيح للقراء الفلسطينيين الاطلاع على زوايا جديدة من التراث الثقافي البرازيلي الغني. وأشار مسؤولو المكتبة إلى أن هذه المواد ستُدمج ضمن برامج القراءة والأنشطة البحثية والفعاليات العامة لتعظيم أثرها الثقافي والمعرفي.
وتُعدّ هذه المبادرة خطوة ملموسة نحو تعاون مؤسسي طويل الأمد، تفتح آفاقًا للشراكة في مجالات البحث والنشر والأنشطة الثقافية، وتؤكد على دور المكتبات الوطنية كحراسٍ للمعرفة وأدواتٍ للدبلوماسية الثقافية، كما وإنّ هذا التبرع لا يعزز فقط أواصر الصداقة الثقافية، بل يُبرز أيضًا قوة الأدب في تجاوز الحدود، وتعزيز التعاطف والتفاهم والتضامن في عالمٍ يظل فيه الوصول إلى المعرفة جسرًا حيويًا بين الأمم.