مناورة الصوت الواحد

أقل من نصف أعضاء الكنيست صوّتوا لمشروع قرار فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة، وبفارق صوتٍ واحدٍ مرّ القرار بالقراءة التمهيدية الأولى، ويقول النائب الدكتور أحمد الطيبي، بأن القرار سيودع في الأدراج أي أنه لن يطبق.
البعد الانتخابي في مناورة الصوت الواحد يبدو جلياً، فقد يكسب أمثال سموتريتش وبن غفير، إلا أن خسارة إسرائيل في مناورة كهذه تبدو أفدح كثيراً من أرباح بعض أحزابها، ففي هذه الفترة الحساسة التي يدركها جيداً بنيامين نتنياهو، فإن مجرد عرض مشروع قرار الضم على الكنيست، بينما الإدارة الامريكية كلها في إسرائيل، هو استفزازٌ مقصودٌ وإحراجٌ للإدارة الأمريكية أمام العالم الذي يجمع على رفض مشروع الضم، واضعين في الاعتبار أن ترمب شخصياً رفضه صراحةً، إثر اجتماعه مع القادة العرب والمسلمين.
بالمقابل وبتزامنٍ مع هذا المشروع ظهر تحوّلٌ عميقٌ وواسعٌ في الرأي العام الأمريكي، من خلال آخر استطلاعٍ أجرته رويترز، بيّن أن معظم الأمريكيين بما في ذلك 80% من الديموقراطيين و41% من الجمهوريين يعتقدون أن على الولايات المتحدة الاعتراف بدولةٍ فلسطينية.
مناورة الكنيست التي مرّ فيها المشروع بصوتٍ واحد، سوف تغذي التحوّل الكبير في الرأي العام الأمريكي لمصلحة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما يضع الموقف الإسرائيلي المدعوم حتى الآن بالموقف الأمريكي الرسمي في عزلةٍ كبيرة، ليس عن العالم وإنما داخل أمريكا ذاتها.
بالنسبة للفلسطينيين سواءٌ مرّ مشروع الضم أو ذهب إلى الأدراج فلن يغير ذلك من الأمر شيئاً، لأن الفلسطينيين يعتنقون مبدأ أن ليس بعد الاحتلال ذنب، فما دام الاحتلال قائماً فأي قراراتٍ تنبثق عنه تظل غير شرعية، ومرفوضةً ومدانة ومقاومة من قبل كل الشعب الفلسطيني الذي يحظى بإجماعٍ دولي هائل على حتمية قيام دولته على أرض وطنه.