باحث إسرائيلي: خطة ترامب في غزة تحمل نتائج خطيرة على إسرائيل

2025-10-19 08:17:27

يرى الباحث الإسرائيلي ياغيل ليفي أن إسرائيل قد تبنّت بقبولها الخطة الأمريكية مخططاً خطِراً عليها يتمثل بتحول قطاع غزة إقليماً بلا سيادة، تسيطر عليه، جزئياً، قوة متعددة الجنسيات مكلّفة بتفكيك حركة«حماس».

و في مقال نشره موقع القناة 12 العبرية قال ليفي الباحث في الجامعة المفتوحة الإسرائيلية إنه، لا يوجد في العالم نموذج كهذا، فالخبرة الدولية في تفكيك المجموعات المقاتلة نجحت فقط في الظروف الاستثنائية: في إطار اتفاق سلامٍ شامل (إيرلندا الشمالية)؛ أو عبر تحفيز المتمردين على تسليم سلاحهم (موزمبيق)؛ أو تفكّك في مقابل دمج سياسي (السلفادور) أو بعد اتفاق استسلامٍ تام (ألمانيا).

ياغيل ليفي  يقول أيضا، إن هذه الشروط غير موجودة في غزة: لا يوجد اتفاق شامل؛ لا توجد مؤسسة دولة مستقرة؛ ولا يوجد حافز حقيقي لدى «حماس» على التخلي عن سلاحها، معتبرا إن نموذج ترامب ليس له أي أساس واقعي.

ويوضح أنه خلال الأشهر القادمة، سيعود مئات الآلاف من الغزيين إلى بيوتهم المدمرة، مرهقين وشغوفين بالهدوء، لكن كثيرين منهم متلهفون أيضاً للانتقام، سيلتقون قوة متعددة الجنسيات مكلّفة بنزع سلاح «حماس» ومنع تسليح مجموعات محلية. ويضيف «من غير المؤكد أنهم سيطيعون سلطة لم يختاروها، حين لا يكون واضحاً مَن سيحمي أمنهم.

ضمن ترجيحاته يتوقع ياغيل ليفي أنه في هذه الأثناء، سيضطر الغزيون إلى الاكتفاء بلجنة من التكنوقراط تابعة لمفوض أعلى أجنبي (ربما توني بلير)، وسيتكدسون في قطاع غزة، وفي المدى الطويل، سيبقى جزء من القطاع تحت سيطرة الاحتلال في إطار المنطقة العازلة.

ويقول الباحث الإسرائيلي إن فرص مشاركة «حماس»- التي بقيت واقفة على قدميها- في هذا المخطط ضئيلة، لكن حتى لو حدث هذا، فهناك احتمال معقول لنشوء ميليشيات مسلحة غير معنية بالتفاهمات الاخيرة. ويتابع «هذه الخطة النمطية لرجال أعمال أمريكيين يؤمنون بالهندسة الاجتماعية- السياسية، لكن الوصفة إشكالية: مطالبة مليونَي إنسان، جُردوا من إنسانيتهم وسيادتهم، بطاعة نظام أجنبي. من وجهة النظر الإسرائيلية، هذا احتمال فشل أمني- إنشاء حدود مع إقليم وصفه بالعدائي بلا سيادة، يخضع لقوة متعددة الجنسيات لا تملك الدافع إلى القتال ضد مَن يعارضها. عندما تواجه القوة صعوبة في تطبيق نزع سلاح حماس والآخرين، ستواجه إسرائيل معضلة: إمّا التسامح، وإمّا استئناف الحرب ومهاجمة مناطق تنتشر فيها قوة دولية تفصل بينها وبين الغزيين. بصراحة، يُعتبر تدمير غزة وتحميل سكانها مشاعر الانتقام وصفة لكارثة أمنية، فضلاً عن الجرم الأخلاقي».

ويتقاطع الكاتب الصحافي الإسرائيلي إيال عوفر مع ليفي بتساؤله: قوة متعددة الجنسيات في قطاع غزة: مَن ستحمي بالضبط؟ في مقال ينشره ذات الموقع «القناة 12 العبرية»، يقول عوفر إنه «في أطراف حي التفاح في غزة، في مقابل مستوطنتي ناحل عوز و عوزا تماماً، تقع الشاهدة على المرة الأخيرة التي قاتلت فيها قوة متعددة الجنسيات في غزة. إنها المقبرة البريطانية التي دُفن فيها 3217 جندياً بريطانياً وأسترالياً ونيوزيلندياً وهندياً، ممن احتلوا مدينة غزة التي كانت في يد العثمانيين، في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917. هذه كانت المحاولة البريطانية الثالثة لاحتلال غزة التي كانت تحت حكم الإمبراطورية العثمانية الآفلة، بعد فشل المحاولتين السابقتين. نجح البريطانيون في اختراق خط الدفاع التركي».

ويوضح أنه رغم أن هذا الأسلوب يعجب الرئيس ترامب، فإنه لا حاجة إلى العودة ثلاثة آلاف عام في التاريخ لمعرفة القيود التي تفرضها قوة متعددة الجنسيات 
ويشير عوفر إلى أن «حماس» تفكّر دائماً في المدى الطويل، وترى إن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة تخدمها أيضاً في المدى القصير، لأنها تمكّنها من تدفّق عشرات المليارات من أجل إعادة إعمار القطاع، وهذه الأموال ستذهب، في معظمها، كرواتب لغزاويين سيشاركون في عملية الإعمار، وستعرف «حماس» كيف تجبي منها أيضاً لأغراضها. ويضيف «لكن الأمر أبعد من ذلك: إن توحيد غزة مجدداً مع السلطة الفلسطينية سيسمح للحركة في المدى الطويل بالاندماج في السلطة والمنافسة مجدداً في الانتخابات