خاص | تحذير من الخطة الأمريكية: تفتح طريق "فصل غزة" وتجزئة الضفة

2025-09-30 10:40:45

حذّر أستاذ العلوم السياسية د. أيمن الرقب من تداعيات الخطة الأمريكية المقترحة لوقف الحرب في قطاع غزة، معتبرًا أنها تحمل مخاطر جسيمة على مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني وتشكّل محاولة لإخراج إسرائيل من عزلتها الدولية على حساب الحقوق الفلسطينية.

وقال الرقب، في حديث تحليلي لشبكة رايـــة الإعلامية، إن النقاط الأساسية في الخطة تُغيب الدور الفلسطيني الرسمي وتفتح المجال لإدارة انتقالية أو وصاية خارجية تُقصي السلطة، ما يسهّل تحوّل المشهد الفلسطيني إلى «كيانات متقطعة» في الضفة الغربية وعمليات فصل داخل قطاع غزة.

وأضاف أن ذلك يذكّر بـ«صفقة القرن» (2020) حيث تُحوّل الضفة إلى تجمعات مدنٍ مفصولة بحواجز، ويقوّي احتمال نشوء مجموعات مسلّحة ومحاور محلية تدير أجزاءً من القطاع بعيدًا عن سلطة موحّدة.

ورأى الرقب أن الهدف العملي للخطة قد يكون إنقاذ إسرائيل من العزلة الدولية التي تفاقمت بعد موجة اعترافات ودعوات دولية فلسطينية: «المشروع الأمريكي يأتي لتخفيف عزلة الدولة المحتلة لا لحل عادل للقضية الفلسطينية»، مشيرًا إلى أن قبول هذه الخطة قد يمنح اليمين الإسرائيلي غطاءً لوقف الحرب لكنه في الوقت ذاته يسمح بتثبيت ترتيبات جغرافية وسياسية تشرعن تجزئة الوطن.

وحذّر من سيناريوهات لاحقة في حال رفضت حركة حماس الخطة؛ فـ«رفضها سيُستَغل» — بحسب الرقب — لاتهامها بمعرقلة السلام، بينما القبول قد يضعف الموقف الفلسطيني ويكرّس وصاية خارجية.

كما أبدى الرقب خشية من أن يتحول الرفض أو القبول إلى ذريعة لتسريع عمليات تهجير أو فصل سكاني في غزة، أو لتمكين تشكيل ميليشيات محلية تُنهي دور السلطة كمرجع فلسطيني موحّد.

وتابع الرقب: "الخطر الأكبر ليس فقط وقف القتل مؤقتًا، بل في أن تُستخدم آليات وقف الحرب لفرض تسوية إقليمية تُغيّب الحقوق الوطنية وتُفرّغ عناصر الدولة الفلسطينية من مضمونها وتُقسّم الجغرافيا الفلسطينية إلى بقايا متفرقة.

ووفق تحليله، تبقى الأولوية الفلسطينية الحقيقية هي وقف العدوان مع ضمان مصادقة عربية – دولية على ترتيبات تُحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وسيادته ونيله دولةً قابلة للحياة.