خاص| مع بداية الخريف.. طبيب يحذر من تزايد أمراض الجهاز التنفسي

2025-09-29 15:23:16

مع بداية المرحلة الانتقالية بين فصلي الصيف والخريف، ترتفع احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي نتيجة تقلبات الطقس وضعف المناعة، وهو ما يستدعي الحذر والوقاية.

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، أوضح د. سمير شماسنة، طبيب الأسرة، أبرز أنواع هذه الأمراض وأعراضها وطرق الوقاية منها، محذرًا من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية دون تشخيص طبي.

قال د. شماسنة إن "أمراض الجهاز التنفسي هي مجموعة من الأمراض التي تؤثر على الجهاز التنفسي ابتداءً من الأنف والحنجرة وصولاً إلى الرئتين، وتنتقل بسرعة عبر التواصل المباشر مع أشخاص مصابين أو من خلال الجو".

وأضاف أن هناك عدة أنواع من هذه الأمراض، منها الالتهابات الحادة مثل نزلات البرد والتهاب الشعب الهوائية (البرونكيتس)، والالتهاب الرئوي (البنومونيا)، وكذلك الأمراض المزمنة مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة والتليف الرئوي.

وأشار إلى أن "الأكثر شيوعًا مع بداية فصل الشتاء هي نزلات البرد والزكام والإنفلونزا"، موضحًا أن الأخيرة عبارة عن عدوى فيروسية حادة تصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وتتميز بارتفاع الحرارة والسعال وآلام العضلات.

ولفت إلى أن "أغلب الأمراض التنفسية عدوى فيروسية تحتاج إلى وقاية وراحة فقط، ولا تحتاج لمضاد حيوي، إلا إذا تطورت وأصبحت بكتيرية". وأضاف: "ارتفاع الحرارة مع القشعريرة والسعال المصحوب ببلغم قد يشير إلى وجود التهاب بكتيري يستدعي مضادات حيوية وفحوصات دقيقة".

وأكد د. شماسنة أن "الطبيب هو الجهة المخولة بتمييز الحالة إن كانت فيروسية أو بكتيرية"، مشيرًا إلى أن "الخلط بينهما يؤدي إلى الإفراط في استخدام المضادات الحيوية دون جدوى، وهذا من أكبر الأخطاء الشائعة".

وأوضح أن "العدوى الفيروسية عادة تستمر من أسبوع إلى عشرة أيام، أما إذا استمرت الأعراض أكثر من ذلك مع ارتفاع الحرارة، فهنا يكون هناك التهاب بكتيري محتمل مثل التهاب الجيوب الأنفية أو الحلق أو الأذن الوسطى".

وبيّن أن "السعال قد يستمر لفترة أطول من باقي الأعراض، خصوصًا إذا كان ناتجًا عن الحساسية"، مضيفًا: "السعال الجاف يزداد ليلًا ويمنع النوم، وهذه حالة تحتاج إلى علاج طويل نسبيًا".

وأشار إلى أن علاج السعال الجاف يعتمد على أدوية مثبطة للكحة، إضافة إلى المسكنات ومراقبة الحالة الصحية، مع شرب السوائل بكثرة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، إلى جانب النظافة الشخصية.

وتابع أن التدخين، خاصة السلبي، يزيد من تفاقم المشكلة، كما أن الأطفال في الحضانات والمدارس المكتظة أكثر عرضة للعدوى.

وحول فترة العدوى، أوضح د. شماسنة أن "الفيروس يكون معديًا عادة من الأيام الأولى وحتى حوالي 5 أيام من بداية الأعراض، ما يستدعي تجنب الأماكن المزدحمة، وارتداء الكمامات، والمحافظة على غسل اليدين وتجنب استخدام الأدوات المشتركة".

وختم بالقول: "الوقاية هي الأصل، أما المضادات الحيوية فهي الملاذ الأخير في حال وجود التهاب بكتيري مثبت، كون الإفراط في استخدامها يترك آثارًا سلبية على جسم الإنسان".