خاص| خطة أمريكية جديدة لغزة: بين التفاؤل الحذر ورهانات الفشل

2025-09-29 12:17:35

في ظل الحراك السياسي المتسارع والحديث عن خطة أمريكية جديدة تتعلق بقطاع غزة، تثار تساؤلات حول جديتها ومآلاتها، خاصة مع مشاركة أطراف عربية ووجود رهائن لدى حركة حماس كعنصر أساسي في أي اتفاق.

الكاتب الصحفي والباحث السياسي الدكتور أحمد فياض، قال في حديث خاص لـ"رايــة"، إن هذه المرة قد تختلف عن سابقاتها لكن الحذر يبقى سيد الموقف.

وقال فياض: "ربما الأجواء التي نسمعها اليوم تكررت في أكثر من مناسبة، لكن هذه المرة هناك اختلاف، إذ يجري الحديث عن خطة مفصلة جرى العمل عليها على مدار فترة طويلة".

وأضاف: "الطرح الجديد لا يقتصر على حماس وإسرائيل، وإنما يشمل مشاركة دول عربية، ما يمنح الخطة أهمية مقارنة بغيرها من الخطط السابقة. لكن رغم أجواء التفاؤل، تبقى الكثير من النقاط محل خلاف وقد تثير مواقف معارضة".

وأوضح فياض: "اللقاء والمؤتمر الصحفي المقرر مساء اليوم سيكون حاسماً، خاصة أن ما سُرب عن الخطة قد يختلف عن مضمونها الحقيقي، وبالتالي نحن أمام ساعات مصيرية سيعقبها رد حركة حماس التي تملك ورقة الرهائن، وهو عنصر مهم في هذه الخطة".

وتابع: "هناك مراهنة من بعض الأوساط الإسرائيلية المرافقة لنتنياهو على رفض حماس، لكن نتنياهو لا يستطيع رفض خطة ترامب علناً، وربما يكتفي ببعض الملاحظات. تصريحات الرئيس الإسرائيلي صباح اليوم، التي رحب فيها بالخطة، تكشف أنها تلبي معظم الاشتراطات الإسرائيلية، رغم اعتراض بعض أقطاب اليمين الذين يرون فيها تناقضاً مع رؤيتهم لغزة".

وأشار إلى أن "الخطة لا تلبي ما يسمى بـ(النصر المطلق) الذي تريده إسرائيل، وهو ما يثير امتعاض أطراف اليمين، خصوصاً أن ترامب كان قد طرح رؤيته بتحويل غزة إلى (ريفيرا) وتهجير سكانها".

وحول تقلب الموقف الأمريكي، قال فياض: "هذه التقلبات نابعة من شخصية ترامب نفسه، فهو رجل صفقات ورجل أعمال أكثر من كونه سياسياً. لكن إذا اعتمد هذه الخطة بشكل رسمي، فقد تكون مختلفة هذه المرة. مع ذلك، نجاحها يحتاج إلى مزيد من الوقت للتأكد من جدية الموقف الأمريكي".

وأكد: "الخطة لا تتحدث فقط عن وقف الحرب في غزة، بل أيضاً عن السلام في الشرق الأوسط، وهو ما طرحه ترامب منذ بداية حملته الانتخابية. ربما الظروف باتت ناضجة بالنسبة له، خاصة بعد اللقاء السابق في البيت الأبيض مع نتنياهو، حين طلب الأخير وقتاً إضافياً لإنهاء ما أسماه مهمته في غزة".

وتابع: "هناك تفاهم ضمني على هذا الأمر، رغم معارضة هيئة أركان جيش الاحتلال لنهج نتنياهو التصعيدي. نتنياهو يريد المزيد من القوة والتدمير في غزة، وهو ما يتقاطع مع أهداف ترامب، الذي منح إسرائيل هامشاً محدوداً".

وختم فياض حديثه بالقول: "إذا صدقت النوايا وكان هناك إصرار من نتنياهو على تمرير هذه الخطة، وقبلت بها حركة حماس، قد نكون أقرب إلى صفقة تنهي الحرب. لكن مسألة تفكيك سلاح حماس، التي تشكل جوهر الاشتراطات الإسرائيلية، ما زالت نقطة رفض ثابتة من الحركة. لذلك يبقى الموقف النهائي مرتبطاً برد حماس بعد الإعلان الرسمي عن تفاصيل الخطة".