اليوبيل الفضي للجامعة العربية الأمريكية: 25 عاماً من الريادة والعطاء... من حلم إلى منارة علمية عالمية

نظمت الجامعة العربية الأمريكية فعاليات بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيسها، في حرم الجامعة بمدينة رام الله، وسط حضور رسمي وأكاديمي ومجتمعي واسع، شملت الفعاليات مؤتمرا صحفيا سلط الضوء على أبرز إنجازات الجامعة خلال ربع قرن من العمل، إلى جانب مهرجان خطابي، وفيلم تحدث عن إنجازات الجامعة في بضع دقائق، في أجواء تخللتها مشاعر الفخر والاعتزاز بالصرح الأكاديمي الفلسطيني الرائد.
بدأت الفعاليات بكلمة القائم بأعمال رئيس الجامعة، الدكتور براء عصفور، الذي استعرض محطات تأسيس الجامعة وتطورها منذ انطلاقتها في الثامن والعشرين من أيلول عام 2000، مؤكدًا أن الجامعة ولدت من رحم الحلم، لتكون أول جامعة فلسطينية خاصة، تحمل رسالة العلم والأمل، وتسهم في بناء أجيال متميزة علميًا وأخلاقيًا ومهنيًا.
وقال الدكتور عصفور، "منذ اللحظة الأولى، ورغم كل الظروف، وضعت الجامعة رؤية واضحة بأن تكون صرحًا أكاديميًا رائدًا، يجمع بين التميز العلمي والإبداع، فكانت البداية بأربع كليات، واليوم باتت الجامعة تحتضن 18 كلية تقدم نحو 200 برنامج أكاديمي بمستويات الدبلوم، البكالوريوس، الماجستير والدكتوراه.".
وأشار إلى أن الجامعة حصلت على اعتمادات دولية مرموقة ودخلت التصنيفات العالمية المرموقة مثل QS وTimes Higher Education وUI GreenMetric، مضيفًا أن البحث العلمي والابتكار باتا جزءًا أصيلًا من هوية الجامعة، التي أطلقت جوائز ومبادرات بحثية، ونشرت أبحاثًا في مجلات علمية عالمية.
وخصّ الدكتور عصفور بالشكر والتقدير المؤسس الدكتور يوسف عصفور، رئيس مجلس الإدارة، واصفًا إياه بالقائد الحالم والمثابر الذي آمن بالجامعة منذ اللحظة الأولى، وواصل دعمه لها حتى باتت منارة علمية تنافس الجامعات الإقليمية والعالمية.
كما توجه بالشكر إلى الرئيس المؤسس الأستاذ الدكتور وليد ديب، ومجالس الأمناء والإدارات المتعاقبة، مشيدًا بالكوادر الأكاديمية والإدارية التي رافقت مسيرة الجامعة منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا.
وختم كلمته بالقول، "اليوم لا نفتخر فقط بما حققناه من أرقام ومرافق، بل نحتفي بالإيمان بالقدرة، بالإصرار، بالأحلام التي لم تُطفأ، بالطلبة الذين هم القلب النابض، وبالأكاديميين والإداريين الذين جعلوا الجامعة قصة ابداع فلسطيني"، وأضاف قائلا، "وفي ذكرى مرور ربع قرن، نرفع سقف الطموح، نحو مزيد من الابتكار في الذكاء الاصطناعي والرقمنة، نحو تعزيز الشراكات الدولية والاعتمادات العالمية، نحو مشاريع تنموية تخدم مجتمعنا وتغيّر حياة مواطنينا للأفضل، نحو إيمانٍ راسخ بأن رسالتنا لا تنتهي، وإرثنا يُبنى خطوة بخطوة، إن الجامعة العربية الأمريكية ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل قصة إصرار فلسطيني على أن نكون جزءًا من جامعات العالم الكبرى".
تكريم أصحاب البدايات
وفي كلمة ألقتها الأستاذة نبيلة عساف، مساعد عميد القبول والتسجيل وأقدم موظفة في الجامعة، قالت: "التحقت بالجامعة قبل تأسيسها، ويشرفني أن أكون شاهدة على مراحل تطورها، خلال 25 عامًا واجهنا تحديات صعبة، لكن بفضل الجهد الجماعي والإصرار أصبحت الجامعة صرحًا أكاديميًا يُحتذى به."، مشيرة الى أن الجامعة لم تكن لتصل إلى ما هي عليه اليوم لولا وفاء وجهود موظفيها، مؤكدة على تجديد العهد بمواصلة العطاء للحفاظ على تميز الجامعة وتقدمها.
رحلة مليئة بالتميز والآمال
من جانبه، قدّم الأستاذ سلامة دعيبس، أحد خريجي الفوج الأول، كلمة بعنوان "رحلة النجاح والتفوق". استعاد فيها ذكرياته الأولى مع الجامعة منذ التحاقه بها عام 2000 حين لم يكن عدد الطلبة يتجاوز 270، وكيف شهد تطورها من ثلاث مبانٍ إلى حرمين جامعيين في جنين ورام الله، يضمان عشرات التخصصات الحديثة.
وقال دعيبس: "عدت إلى الجامعة عام 2019 لألتحق ببرنامج الدكتوراه في إدارة الأعمال المشترك مع جامعة إنديانا بنسلفانيا الأمريكية، وتخرجت منه عام 2024. هذا النمو المتسارع يعكس الرؤية الطموحة للجامعة وقدرتها على التميّز".
كلمة ضيف الشرف
وأعربت الدكتورة ليلى غنام، محافظ محافظة رام الله وعضو مجلس أمناء الجامعة، عن فخرها بهذا الإنجاز الوطني، مؤكدة أن قصة الجامعة هي قصة الشعب الفلسطيني بأكمله، قصة تحدٍّ وصمود وعشق للحياة والتعليم، مشددة على أهمية التعاون بين الجامعة ومؤسسات المجتمع كافة لتعزيز الدور التنموي للتعليم العالي.
المؤتمر الصحفي: إنجازات الحاضر ورؤية المستقبل
سبق المهرجان الخطابي مؤتمر صحفي شارك فيه عدد من نواب رئيس الجامعة، وأدار جلساته الأستاذ فراس الصيفي، مدير دائرة العلاقات العامة في الجامعة.
واستعرض الدكتور عدلي صالح، نائب رئيس الجامعة لشؤون التخطيط والتطوير، الرؤية الاستراتيجية للجامعة، موضحا أن الجامعة اعتمدت منذ تأسيسها على برامج نوعية وفريدة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والصحة، وسعت لجودة التعليم من خلال الاعتمادات الدولية والشراكات العالمية، مؤكدا أن التعليم النوعي وإكساب المهارات باتا في صلب استراتيجية الجامعة.
أما الدكتور حازم خنفر، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية في حرم جنين، سلط الضوء على تطور البرامج الأكاديمية التي باتت تشمل الدبلوم، والدبلوم العالي، والتأهيل التربوي، والبكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه، مشددًا على أن البرامج تتميز بمواءمتها مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي، وتتمتع بمستوى عال من الاعتماد الأكاديمي والمختبرات المتطورة.
بينما تحدث الدكتور محمد آسيا، نائب رئيس الجامعة لحرم رام الله، عن الشراكات الدولية التي أبرمتها الجامعة مع جامعات أمريكية وأوروبية وعربية، مشيرًا إلى أهمية الاعتماد الدولي في تعزيز ثقة الطلبة والمؤسسات بمخرجات الجامعة.
وأكد أن الجامعة تسير بخطى واثقة نحو التميز، بدليل حصول أكاديميين منها على تصنيف من بين أفضل 2% من العلماء عالميًا، إلى جانب إنجازات عمادة البحث العلمي ومجلة الجامعة.
أما الدكتور مجدي عودة، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية في رام الله، فتطرق إلى التخصصات الفريدة التي تميز حرم رام الله، ومنها الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات، مشيرا إلى أن الجامعة اعتمدت أنظمة تعليمية حديثة مثل LMS وMOODLE، وتسير بخطى حثيثة نحو التحول الرقمي الكامل، بما يشمل أتمتة الخدمات ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي في المناهج.
وفي ختام المؤتمر، أجاب نواب رئيس الجامعة عن أسئلة الصحفيين واستفساراتهم، مشددين على أن الجامعة العربية الأمريكية ماضية نحو مستقبل أكثر إشراقًا، من خلال تكريس الإبداع الأكاديمي، وتعزيز الشراكات، وتقديم تعليم نوعي يواكب تطورات العصر ويلبي طموحات المجتمع الفلسطيني.
جاءت هذه الفعاليات بمناسبة انطلاق الجامعة الخامس والعشرين لتكون أكثر من مجرد محطة تكريم؛ بل إعلانا لمرحلة جديدة في مسيرة الجامعة، عنوانها الإصرار على الريادة والتطور، إيمانًا بأن التعليم هو السبيل الأهم نحو مستقبل مشرق، وبأن الجامعة العربية الأمريكية ستبقى منارة علمية فلسطينية تفتخر بها في الداخل والخارج.