نتنياهو... اعترافات خطرة وحلولٌ ساذجة

2025-09-17 11:22:47

رأي مسار

 

 

 

اعترف بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل تعاني من عزلة دولية، أثّرت على تسليحها واقتصادها وصورتها، ولم يعترف بالحقيقة كاملةً بالإجابة الصحيحة عن سؤال، لماذا حدث ذلك كله؟

هو أجاب ولكن بمنطقه الخاص، محدداً سبب العزلة بخضوع دول العالم للمهاجرين المسلمين الذين يشوهون صورة إسرائيل، ويبتزون الحكومات الضعيفة ويفرضون عليها مواقف معادية للسامية!

وللخروج من هذه العزلة، يقترح نتنياهو الذي كان يتحدث في مؤتمر لوزارة المالية برئاسة سموتريتش، أن يتم تخصيص مبالغ مالية ضخمة للاستثمار في العمل الإعلامي الإسرائيلي، كي يكون قادراً على مواجهة العزلة الدولية وتشويه الصورة والرواية.

فيما يتصل بالمقاطعة الاقتصادية والتسليحية، فيقترح تخصيص أموالٍ إضافية تمكن إسرائيل من الاعتماد على ذاتها في الاقتصاد والتسلح.

قوبلت اعترافات نتنياهو ومقترحاته بسخريةٍ شاملةٍ في إسرائيل، ما دفع لبيد زعيم المعارضة إلى تذكير بيبي بأن كل ما تعانيه إسرائيل من عزلةٍ وتدهورٍ في العلاقات وتشوهٍ للرواية والصورة هو بفعل سياسته وقراراته، وليست بفعل أي شيءٍ آخر.

اعترافات نتنياهو والمخارج التي يقترحها وسوف يجر إسرائيل كلها وراءه تؤكد حقيقةً واحدة، هي انفصال صاحب القرار في إسرائيل عن الواقع، ومضيه قدماً في خياراتٍ تعمّق العزلة ولا تخفف منها، وتقوّض صورة إسرائيل القديمة التي ارتسمت في أذهان كثيرين من الدول والشعوب على أنها دولةٌ نوعية تتفوق حضارياً على كل الدول والمجتمعات المحيطة بها.

نتنياهو باعترافاته ومقترحاته، لا يفكر أصلاً في إنهاء العزلة عن إسرائيل فهو من قال صراحةً لا يهمني أي رأيٍ ديبلوماسيٍ ضدنا، فالذي يهمه ويسعى إليه ويحتاج إلى أرصدة ماليةٍ ضخمة للاستمرار فيه هو بقاؤه في السلطة أطول مدة ممكنة، وتجنيد أكبر عددٍ ممكن من الناخبين تحت شعارٍ قديم وهو أن هنالك منقذاً وحيداً من كل ما تتعرض له إسرائيل اسمه بنيامين نتنياهو، وعلى يمينه سموتريتش وعلى يساره بن غفير.