خاص| القمة العربية – الإسلامية... بين الإدانة الشكلية والعجز عن الفعل
رأى الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح، أن القمة المرتقبة في الدوحة ستكتفي بالبيانات المعتادة والردود الشكلية على الهجوم الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الواقع السياسي والاقتصادي والعسكري للأنظمة العربية والإسلامية يجعلها عاجزة عن اتخاذ أي قرارات عملية أو مواجهة حقيقية مع إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.
قال الصباح في حديث خاص لـ"رايــة": "القمة التي ستُعقد هذا اليوم للمصادقة على ما صدر عن وزراء الخارجية بالأمس في ما يتعلق بسبل الرد على الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، لن تحمل جديدًا، فكما جرى في غزة وفي أبشع جريمة إبادة جماعية في التاريخ، ستتكرر البيانات والردود الشكلية".
وأضاف: "من صمت على غزة سيصمت على غيرها، الردود حتى الآن في أحسن الأحوال ستدين الاحتلال بأشد العبارات، وسيجري التركيز على أن الولايات المتحدة وسيط وحليف وصانعة سلام. وحتى إذا اضطروا لاتخاذ قرارات عملية فستكون في حدود مقاطعة بعض وزراء حكومة نتنياهو، ولا أكثر".
وأشار الصباح إلى أن "الحديث عن تشكيل نواة قوة عربية مشتركة قد يطرح، لكن مثل هذه القوة لن تكون ضد إسرائيل، بل ربما لأدوار أخرى في غزة كما تخطط بعض الأطراف، أو ضد أطراف أخرى مثل اليمن أو إيران".
وتابع: "لا يُتوقع من أنظمة ربطت مصيرها بالولايات المتحدة سياسيًا واقتصاديًا أن تتجاوز موقف واشنطن. توم براك موجود في قطر لحضور القمة، والمبعوثون الأمريكيون يتنقلون، وروبيو زار تل أبيب مؤكدًا أن أمريكا بالكامل تقف إلى جانب الاحتلال. لم يصدر عن أي مسؤول أمريكي إدانة لما جرى في غزة، والعرب الذين قبلوا ببيان صحفي هزيل في مجلس الأمن سيقبلون بما هو أسوأ".
وعن إمكانية أن تفعل الأمة العربية والإسلامية شيئًا، قال الصباح: "لا، هذا مستحيل. حتى لو أرادت الأنظمة أن تفعل، فهي عسكريًا مسلحة أمريكياً وأوروبياً، واقتصاديًا أموالها كلها في الولايات المتحدة. هذه أنظمة تحتاج سنوات طويلة لتتحرر، وهذا يتطلب ثورة جذرية في بنية الحكم، وهو أمر غير ممكن الآن".
وأضاف: "في أحسن الأحوال قد نسمع عن مقاطعة نتنياهو أو تشكيل قوة عربية لأدوار في سوريا أو السودان أو اليمن، لكنها لن تكون ضد إسرائيل".
وحول المتاح حاليًا، أوضح الصباح: "المتاح فقط إصدار بيانات، أو إرسال وفود للقاء الولايات المتحدة في جولات شكلية. لا يمكن توقع قرارات أبعد من ذلك. إذا لم يكن ما جرى في غزة كافيًا ليحرّك الموقف العربي والإسلامي، فلا يمكن أن يكون الهجوم على قطر أهم أو أعمق".
وختم بالقول: "ما دمنا نتعامل مع الولايات المتحدة كوسيط وراعٍ للسلام، فهذه أمة لا أمل فيها. لم نفعل شيئًا أمام ما جرى في غزة، ولن نفعل شيئًا أمام غيرها".