باحث سياسي لراية: صفقة التبادل بعيدة عن الواقع وإسرائيل تتجه للتصعيد العسكري

2025-09-15 09:27:00

استبعد الكاتب الصحفي والباحث السياسي الدكتور أحمد فياض، في حديث خاص لـ"رايــة"، إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل تقود إلى وقف لإطلاق النار في غزة، مؤكداً أن المؤشرات الميدانية والسياسية تظهر بوضوح أن إسرائيل ماضية بالخيار العسكري كخيار أوحد للتعامل مع الأوضاع في القطاع.

قال فياض: "بشأن صفقة التبادل التي قد تقود إلى وقف لإطلاق النار، أراها غير واقعية، لأن الممارسات على الأرض والنهج الإسرائيلي خلال الفترة الماضية يؤكد أن الخيار العسكري هو الخيار الأمثل بالنسبة لإسرائيل".

وأضاف: "استهداف قيادة حماس في الدوحة وتوجيه هذه الرسائل للدوحة كوسيط في المفاوضات، يؤشر إلى أن إسرائيل اتخذت قرار الحسم العسكري مع حركة حماس في قطاع غزة، ولم يعد حتى ملف الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة يحظى بأهمية لديها".

وأشار فياض إلى أن "اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة بالأمس، وتصريحات نتنياهو عن انتهاء التجهيزات لاحتلال مدينة غزة ومهاجمتها، واحتمالية إلحاق أضرار بالجنود الأسرى داخلها، يؤكد أن إسرائيل ماضية في هذا النهج، وخطواتها العملية تسير باتجاه مهاجمة ما تبقى وتدمير مدينة غزة وسكانها".

وأوضح أن "رئيس أركان جيش الاحتلال نفسه قال إنه لا يمكن هزيمة حركة حماس عسكريًا ولا سياسيًا حتى بعد احتلال غزة، وهذا ما طرح أيضًا في الاجتماع المغلق الذي ناقش مستقبل الحرب وملف الأسرى".

وتابع فياض: "الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية منذ أكثر من عام توصّلوا إلى خلاصة مفادها أن حماس لم تعد تشكل تهديدًا على إسرائيل نتيجة الفعل الإبادي الذي تعرض له سكان غزة والحركة نفسها، وهذه الخلاصة لم تأت بالأمس، بل منذ فترة طويلة".

وبيّن أن "التحذيرات من أعلى المستويات الأمنية الإسرائيلية تقول إن الدخول إلى مدينة غزة وتدميرها لن يفضي إلى تحقيق ما تسميه إسرائيل بالنصر المطلق، فهزيمة حماس لا تعني تدمير مبانٍ شاهقة أو سحق سكان غزة، وهذه الرؤية لها أبعاد سياسية وأمنية داخلية في إسرائيل".

وأكد فياض أن "نتنياهو وحكومته المتطرفة يسيرون في هذا الاتجاه رغم تحذيرات رئيس الأركان والمؤسسات الأمنية، وهو ما يعكس أن الخيارات الإسرائيلية لها أبعاد أيديولوجية مرتبطة بالفكر الديني الصهيوني، بما يشمل تدمير غزة وتفتيتها وتشتيت سكانها وتحويلهم إلى معازل وكانتونات تحت السيطرة الإسرائيلية".

وختم بالقول: "الهدف الأكبر لإسرائيل اليوم لم يعد تحقيق إنجاز عسكري محدد، بل تهديد بقاء سكان غزة أنفسهم، وحرمانهم من الحياة عبر التهديد المستمر بالقتل والإبادة والتشريد، لإجبارهم على الرحيل عن القطاع".