خبير مالي يكشف لراية عوامل قوة الشيكل أمام الدولار!

2025-09-13 13:19:10

في ظل اتساع العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، يواصل الشيكل الإسرائيلي إظهار قوة ملحوظة أمام الدولار الأمريكي، متجاوزًا التوقعات التقليدية التي تربط قوة العملة بالاستقرار السياسي والأمني.

برنامج نبض الاقتصاد عبر "رايــة" ناقش أسباب هذا الارتفاع وتداعياته، إلى جانب التطورات المرتبطة بسعر الذهب عالميًا، مع الخبير المالي والمصرفي محمد سلامة.

قال الخبير المالي والمصرفي محمد سلامة في حديث خاص لـ"رايــة" إن قوة الشيكل أمام الدولار تعود إلى مجموعة عوامل، أبرزها تزايد احتمال خفض الفائدة الأمريكية وضعف الدولار عالميًا، إضافة إلى ارتفاع احتياطيات العملات الأجنبية لدى البنك المركزي الإسرائيلي والتي بلغت نحو 230 مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 42% من الناتج المحلي.

وأضاف أن ارتباط سعر صرف الدولار مقابل الشيكل بمؤشرات الأسهم العالمية يعد عاملًا حاسمًا، موضحًا أن البنك المركزي الإسرائيلي يجبر صناديق التقاعد والاستثمار على شراء الشيكل كنوع من التحوط عند ارتفاع الأسهم، وهو ما يدعم العملة محليًا.

وأشار سلامة إلى أن سعر الصرف الحالي لا يعكس فقط توقعات خفض الفائدة، وإنما أيضًا التطورات الجيوسياسية في المنطقة، حيث ساعدت المظلة الأمريكية والأوروبية الاقتصاد الإسرائيلي على امتصاص آثار الحرب.

وحول انعكاسات المواجهة مع إيران في يونيو الماضي، أوضح سلامة أن إعادة تقييم المخاطر الاستراتيجية بعد الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني أسهمت في خفض تكلفة الاقتراض وزيادة الاستثمارات الخارجية في إسرائيل، وهو ما عزز الشيكل ورفع مؤشرات الأسهم.

وتابع قائلًا إن ارتفاع الاحتياطي الأجنبي الإسرائيلي مرتبط جزئيًا بزيادة قيمة الأصول، خصوصًا الأسهم والسندات العالمية، إلى جانب مكونات محدودة من الذهب، مشيرًا إلى أن مكاسب رأس مالية نتجت عن ارتفاع أسعار الأصول عالميًا.

أما بشأن التوقعات المقبلة، فرأى سلامة أن اجتماع الفيدرالي الأمريكي قد يقود إلى خفض الفائدة بمقدار نصف نقطة أساس وربما أكثر خلال الأشهر المقبلة، مؤكدًا أن بيئة الاقتصاد العالمي تتهيأ لموجة جديدة من السياسات التيسيرية بعد سنوات من التشديد.

وبالانتقال إلى سوق الذهب، قال الخبير المالي لراية إن تجاوز الأونصة مستوى 3643 دولارًا يعكس تداخل عوامل عدة، في مقدمتها تصاعد المخاطر الجيوسياسية عالميًا وخفض الفائدة المرتقب، لافتًا إلى أن الذهب أصبح ملاذًا آمنًا لا للمستثمرين فقط بل حتى للبنوك المركزية.

وأضاف أن الطلب على الفضة ارتفع أيضًا مدفوعًا بتأثير ارتفاع الذهب من جهة، وبالطلب الصناعي المتزايد على الرقائق الإلكترونية من جهة أخرى، لكنه حذّر من النظر إليها كاستثمار مماثل للذهب.