خاص| كيف ينعكس قصف الدوحة على جهود الوساطة والحرب في غزة؟

2025-09-11 09:02:39

اعتبر أستاذ العلوم السياسية د. هاني الباسوس أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، يشكّل سابقة خطيرة ورسالة سياسية تتجاوز استهداف قيادات حماس إلى ضرب السيادة الوطنية لدولة قطر، مؤكداً أن هذا التطور يعكس توجهاً إسرائيلياً نحو توسيع دائرة الحرب في الإقليم.

قال د. هاني الباسوس في حديث خاص لـ"راية"، إن القصف الذي وقع في قلب الدوحة، في منطقة سكنية هادئة، كان صادماً على المستويين الشعبي والقيادي، وأثار حالة من الفزع والخوف بين المواطنين، باعتباره استهدافاً مباشراً لسيادة قطر ومخالفة واضحة للقانون الدولي.

وأضاف أن الهدف من العملية لم يكن مجرد استهداف قيادة حماس، وإنما "قتل العملية السياسية والمفاوضات"، مشيراً إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يتجه بشكل واضح نحو الحسم العسكري الكامل في قطاع غزة. وأوضح أن المفاوضات متوقفة منذ عدة أشهر رغم محاولات مصرية وقطرية وأمريكية لإحيائها، لكن إسرائيل لم تتجاوب مع هذه الجهود وأصرت على مواصلة تدمير ما تبقى من غزة ودفع السكان للنزوح.

وحول انعكاسات هذه الضربة على الوساطة القطرية، قال الباسوس إن دولة قطر ما تزال فاعلة في جهود الوساطة الدولية، ولها مساهمات كبيرة في محاولات التهدئة بغزة.

وأشار إلى أنه "بعد القصف في الدوحة، أكدت القيادة القطرية استمرار عملها من أجل وقف إطلاق النار في غزة"، رغم وجود إدانات واسعة للعملية. وأضاف أن قطر قد تجمد جهود الوساطة مؤقتاً، لكنها مصممة على الوصول إلى اتفاق بأي وسيلة ممكنة، بدعم من الولايات المتحدة ودول المنطقة.

وأشار الباسوس إلى أن التضامن مع قطر كان واسعاً منذ اللحظات الأولى، حيث عبّرت السلطة الفلسطينية، والسعودية، والإمارات، والصين، واليابان، والهند، وعديد من دول العالم عن دعمها لقطر ورفضها للعدوان الإسرائيلي.

وفي السياق الأوسع، أوضح الباسوس أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الضربة إلى توسيع دائرة الحرب سياسياً وإقليمياً. وقال: "بالأمس كان القصف في اليمن، وقبله في الدوحة، وقبله في لبنان وإيران وسوريا، إضافة إلى فلسطين. هذا يؤكد أن نتنياهو يعمل على إعادة تشكيل المنطقة بما في ذلك الخليج".

وشدد على أن المنطقة اليوم "تقف على صفيح ساخن"، إذ ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية متصاعدة في أماكن عدة، وسط تخوفات من انتقال دائرة التصعيد إلى دول أخرى، بما فيها مصر عبر سيناريو دفع سكان غزة نحو سيناء. وأضاف أن حتى إيران، بما تملكه من قوة غير تقليدية، لم تسلم من القصف الإسرائيلي الذي استهدف منشآتها النووية بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وختم الباسوس بالقول إن الاحتلال يسعى لتوسيع حدوده على حساب شعوب المنطقة، مؤكداً أن "لا دولة في الشرق الأوسط آمنة من هجمات نتنياهو وحكومته"، وأن المخطط يشمل القضاء على كل ما هو فلسطيني في غزة والضفة على حد سواء.