حوارات حماس مع أمريكا

رأي مسار
قال الرئيس دونالد ترمب إنه يجري محادثات معمقة مع حركة حماس، وكلمة معمقة يجري استخدامها لإضفاء جديةٍ على أي حوارٍ غير جدي.
حوارات أمريكا مع حماس شاملةٌ ومتنوعة، بعضها مباشر وجها لوجه، ويمكن وصفه بالرسمي، وبعضها غير مباشرٍ أي عبر وسطاء، سواءٌ بمستوى مبعوثين أمريكيين عرب مثل السيد بشارة بحبح، أو عبر الوسطاء الرسميين مصر وقطر.
إذاً المحادثات جارية وإذا تم تقويمها من خلال نتائجها، فلا صفقاتٍ أُبرمت ولا هدنٍ تمت، إلا أن سؤالاً نهض في سياق هذه الحوارات، ماذا تريد حماس من أمريكا؟ وماذا تستطيع أمريكا تقديمه لها؟
حماس كأي طرفٍ مشتبكٍ في حرب، ترى أن الحوار مع أمريكا أمرٌ ثمينٌ للحاضر والمستقبل، فأمريكا تمتلك المؤهل الأول والأخير في الضغط على إسرائيل، وربما تعديل مواقفها من حماس، ودورها المستقبلي المباشر وغير المباشر في غزة، وحماس بذلك تتشارك مع كثيرين في رهانٍ كهذا.
أمّا سؤال ماذا تستطيع أمريكا تقديمه لحماس فالجواب لا شيء مختلف عن ما تريده إسرائيل.
في سياق العمل المشترك بين الحليفين نتنياهو وترمب، تلاحظ بعض الإشارات الأمريكية التي تحمل بعض انتقادات للسلوك الإسرائيلي، مع تحذيراتٍ من تداعيات ما تعمل على علاقاتها الدولية وحتى الأمريكية، ولكن بعد ذلك كله وهذا هو الأهم، يجدد ترمب التفويض لنتنياهو بأن يفعل ما يراه مناسباً، شريطة أن ينجز المهمة بأسرع وقتٍ ممكن، وهنا ظهر المصطلح المشترك وهو فتح أبواب الجحيم على غزة.
لن يُطلب من حماس وقف حواراتها المباشرة وغير المباشرة مع الأمريكيين، فهذه هي السياسة وقوانينها ومتطلباتها، ولكن التعويل على احتمال الاستفادة من الموقف الأمريكي ولو بهامشٍ ضيّق أمرٌ غير منطقي، فالقرار السياسي والتفاوضي والحربي ممنوحٌ أمريكياً لنتنياهو، وكل الحوارات مع حماس والوسطاء لن تغيّر من هذه الحقيقة شيئاً، فمع أمريكا العميق كالسطحي لا يغيّر الهدف المشترك مع إسرائيل.