خاص| العام الدراسي الجديد.. كيف نتعامل مع مخاوف طلاب الصف الأول؟
مع بداية العام الدراسي الجديد، تتجدد التحديات أمام الأهالي والمعلمين في تهيئة الأطفال لمرحلة الصف الأول، والتي تُعد انتقالًا كبيرًا في حياتهم من دائرة الأمان الأسري إلى عالم المدرسة المليء بالقوانين الجديدة. هذا الانتقال كثيرًا ما يرافقه شعور بالخوف والقلق عند الأطفال، وهو ما يستدعي تعاملًا إيجابيًا من الأسرة والمحيط التربوي لضمان صحتهم النفسية والأكاديمية.
وقالت الأخصائية الإرشادية في مجال التربية النفسية للأطفال والمراهقين، الدكتورة لمى قنديل، في حديث خاص لـ"رايــة" إن من الطبيعي أن يواجه الأطفال مخاوف مع بداية العام الدراسي، وخاصة في الصف الأول الابتدائي، مشيرة إلى أن هذه المرحلة تمثل أول انفصال عن الأهل بالنسبة للكثير منهم.
وأضافت أن الطفل يدخل عالمًا جديدًا مجهولًا بالنسبة له، لا يعرف قوانينه ولا الأشخاص فيه، وهو ما قد يولّد لديه شعورًا بالقلق والخوف. وأكدت أن دور الأهل يتمثل في التهيئة الإيجابية قبل بداية المدرسة، من خلال الحديث عن الجوانب الممتعة مثل تكوين الأصدقاء الجدد، واللعب، والتجارب الجديدة، بدلًا من تخويف الأطفال بعبارات تتعلق بالواجبات والدراسة الصعبة.
وأوضحت أن إشراك الطفل في شراء المستلزمات المدرسية يعزز لديه مشاعر إيجابية تجاه المدرسة، كما أن تشجيعه على ارتداء زي جديد أو استخدام أدوات جديدة يمنحه الحافز للدخول في هذه المرحلة بروح متقبلة.
وشددت قنديل على أن بعض الأهالي ينقلون مخاوفهم الشخصية إلى أطفالهم، خاصة الأمهات اللواتي يواجهن قلق الانفصال لأول مرة مع دخول أبنائهن المدرسة. وقالت: “إذا شعر الطفل بخوف والديه من الانفصال، فإن ذلك يضاعف مخاوفه ويؤكد لديه أن هناك ما يستدعي القلق”.
وأضافت أن من الطبيعي أن يبكي بعض الأطفال أو يرفضوا المدرسة في الأيام الأولى، وأن دور الأهل والمعلمين هو تفهم هذه المشاعر واحتضانها، مشيرة إلى أهمية إدخال الطفل تدريجيًا إلى نظام المدرسة وقوانينها.
وبيّنت أن أعراض الخوف قد لا تقتصر على الأيام الأولى، بل يمكن أن تستمر على شكل أعراض جسدية مثل الصداع أو الغثيان أو ارتفاع الحرارة، والتي تختفي عادة عند بقاء الطفل في المنزل، لكنها تتكرر صباح كل يوم دراسي.
كما أوضحت أن علامات الخوف الممتد تظهر أيضًا في العزلة، أو رفض الاختلاط بالأقران، أو التراجع في أداء الواجبات، إضافة إلى الكوابيس الليلية وصعوبة النوم. واعتبرت أن هذه المشاعر حقيقية وصادقة، حتى إن لم يعرف الطفل كيف يعبّر عنها بالكلمات.
وختمت قنديل بالتأكيد على ضرورة مراقبة الأهل لأطفالهم عن قرب، قائلة: “رغم دخول الطفل إلى الصف الأول، فإنه يبقى طفلًا يحتاج إلى متابعة ومساندة نفسية من الأهل والمعلمين، فمراقبة لغة الجسد وتعبيرات الوجه قد تكشف الكثير مما لا يستطيع قوله”.