جودة البيئة لراية: كارثة بيئية وصحية غير مسبوقة في غزة بفعل الدمار الهائل

2025-04-29 12:35:54

خاص - راية

حذّر المهندس سامر كلبونة، القائم بأعمال مدير عام المشاريع والعلاقات الدولية في سلطة جودة البيئة الفلسطينية، من أن التلوث الناتج عن العدوان المستمر على قطاع غزة يشكّل كارثة بيئية وصحية غير مسبوقة، مشيراً إلى أن الدمار الهائل للبنية التحتية والمخلفات الحربية فاقم من تدهور البيئة وجودة الحياة، وسط انعدام شبه كامل للقدرة على التعامل مع حجم الكارثة.

وفي حديث لإذاعة "رايــة"، أشار كلبونة إلى أن الدمار طال شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، ما أدى إلى اختلاط مياه الشرب بالمياه العادمة وتلوّث الهواء جراء استخدام الآليات الثقيلة والذخائر، لافتاً إلى أن ذلك "يعرّض المواطنين لخطر مباشر على صحتهم ويؤثر سلباً على البيئة الحضرية والموارد الطبيعية".

وأضاف: "المشكلة لا تقتصر على التلوث فقط، بل إن هناك أكثر من 107 كجم من الحطام لكل متر مربع في غزة، في ظل استمرار الحرب، مما يجعل القطاع أشبه بـ 'مكرهة بيئية' دائمة تهدد الصحة العامة وتُعيق حركة سيارات الإسعاف والطواقم الطبية".

وكشف كلبونة عن أن الاحتلال يمنع إدخال المعدات اللازمة لإزالة الركام، وأن الآليات التي دخلت من مصر سابقاً "تعرّضت للقصف والتدمير"، مشيراً إلى أن ذلك "يعقّد عملية الإنقاذ، ويزيد من خطر بقاء الذخائر غير المنفجرة، والتي تُقدّر بحوالي 10% من إجمالي القذائف المستخدمة – أي ما يعادل نحو 8 آلاف طن – وهي تهديد دائم لسكان المناطق المكتظة".

التعامل مع ركام سامّ... وتحذير من المواد المسرطنة

وأكد كلبونة أن كثيراً من هذه المخلفات تحتوي على مواد سامة ومسرطنة، مثل بقايا الخرسانة، الطوب، الحديد، الغبار، والمواد الكيميائية، إضافة إلى متفجرات لم تنفجر بعد. ودعا المواطنين إلى الحذر الشديد وعدم التعامل المباشر مع الأجسام المشبوهة، مطالباً بالتواصل مع فرق الدفاع المدني المختصة.

وأوضح أن سلطة جودة البيئة، بالتعاون مع الجهات المختصة، تركز حالياً على فتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى المستشفيات والمدارس لتسهيل تنقل المواطنين والوصول إلى الخدمات الأساسية في ظل الحصار المفروض.

الطاقة الشمسية... أمل وسط الدمار

رغم هذا المشهد القاتم، يرى كلبونة أن الطاقة الشمسية قد تكون إحدى بوابات الأمل للبيئة الفلسطينية، خاصة في ظل تدمير معظم البنية التحتية لشبكات الكهرباء. وأوضح أن هناك تجارب ناجحة خلال سنوات الحصار دفعت العائلات لتطوير أنظمة تخزين الكهرباء باستخدام الألواح الشمسية، مشيراً إلى أن هذا الخيار يمكن أن يكون "أساسياً لتأمين الاحتياجات اليومية للمواطنين، على الأقل في المرحلة الحالية".

إلا أنه حذّر من الآثار السلبية لوحدات التخزين والبطاريات، موضحاً أنها تحتوي على عناصر ثقيلة مثل الرصاص والكادميوم، ما يشكّل تهديداً صحياً في حال لم تُدار بشكل سليم.

وكشف أن مشروعاً حيوياً لإعادة استخدام المياه العادمة في الزراعة باستخدام الطاقة الشمسية، تم تدميره بالكامل خلال الحرب، رغم أنه كان مدعوماً باستثمار يقارب 7 ملايين دولار، ما يعكس حجم الخسائر التي لحقت بالبنية البيئية في القطاع.

دعوة لتدخل عاجل

وختم كلبونة حديثه بالتأكيد على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لإنقاذ ما تبقى من بيئة غزة، وتسهيل إدخال المعدات والموارد الضرورية، مع ضرورة توفير دعم فني ومادي لإعادة بناء أنظمة الطاقة المستدامة، وخاصة مشاريع الطاقة الشمسية، لتكون جزءاً من الحل في ظل الانهيار البيئي المتسارع.