خاص| "طاقات".. مبادرة تُشعل الأمل في غزة وتفتح أبواب العمل وسط الحرب

2025-04-24 13:07:13

في قلب قطاع غزة، وتحت أزيز الطائرات وصخب الحرب، تنمو مبادرة "طاقات" كمساحة عمل آمنة وملاذ إنتاجي للعشرات من الشباب الفلسطيني، الذين تحدّوا الدمار والنزوح والفقد، وأصرّوا على النهوض من تحت الركام لاستعادة حياتهم المهنية والإبداعية.

المهندس شريف نعيم، مدير حاضنة مبادرة طاقات، أوضح في حديثه لـ"رايــة" أن المبادرة بدأت فعليًا في أبريل 2024 كمبادرة ذاتية من مجموعة من المهندسين والمصممين وكتّاب المحتوى، جميعهم فقدوا أعمالهم بعد اندلاع الحرب، حيث توقف التواصل مع العملاء الخارجيين وتوقفت مصادر الدخل.

قال نعيم: "الفكرة انطلقت من الحاجة، من شوقنا للعودة إلى حياتنا المهنية، رغم الظروف المأساوية. بدأنا بمكان صغير فيه القليل من الألواح الشمسية وخط إنترنت وبدعم محدود من خارج غزة، وتحديدًا من تجمع المهندسين في ألمانيا."

وأضاف نعيم أن المبادرة بدأت بعشرة شباب وشابات، ثم تطورت تدريجياً حتى شملت 80 شخصاً في مقرها الأول وسط قطاع غزة، ومن هناك بدأت التوسّع لتشمل فروعًا جديدة في دير البلح والنصيرات، ثم الفرع الأكبر في مدينة غزة.

وأوضح: "مع الوقت، اكتمل نموذج العمل من حيث الإدارة والتكلفة، ما أتاح لنا فتح فروع جديدة رغم استمرار الحرب. اليوم نحن نخدم أكثر من 300 شاب وفتاة يعملون أونلاين مع شركات وعملاء من خارج القطاع".

وتابع نعيم: "الهدف لم يكن فقط خلق فرص عمل، بل إعادة الناس للحياة. العودة إلى أجواء العمل وتجاوز الإحباط النفسي كان دافعًا كبيرًا للمشاركين، وحافزًا لنا للاستمرار".

وأشار إلى أن أكبر التحديات التي تواجه المبادرة تتمثل في انعدام البنية التحتية، وصعوبة الوصول، حيث يضطر بعض المستفيدين إلى السير لأكثر من 8 كيلومترات يوميًا من منازلهم إلى مقرات "طاقات"، بسبب غياب الكهرباء والانترنت في مناطقهم.

وأكد نعيم أن المبادرة لم تكتفِ بتوفير بيئة عمل فقط، بل عملت أيضًا على برامج تدريبية وتأهيلية، وتشبيك الشباب مع أسواق العمل الخارجية، مشيرًا إلى وجود أكثر من 120 طالب جامعة يترددون على "طاقات" لتقديم امتحاناتهم أو إجراء التدريب العملي المطلوب ضمن تخصصاتهم التكنولوجية.