خاص| الجيش الإسرائيلي في مأزق.. بين الانهيار النفسي وفقدان الثقة بالقيادة

2025-04-23 11:38:14

في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، تتصاعد مؤشرات التآكل داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، مع تزايد العرائض والاحتجاجات التي يرفعها جنود الاحتياط والطيارون في جيش الاحتلال، رفضاً لاستمرار الحرب التي دخلت شهرها السابع دون أفق واضح للانتصار.

قال الصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي وائل أبو عواد  في حديث خاص لــ"رايـــة" إن جيش الاحتلال يعاني من حالة إنهاك عميقة، خصوصًا بين صفوف جنود الاحتياط الذين يشاركون في القتال منذ أشهر طويلة، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الحروب لم تعتد عليه إسرائيل، التي تخوض عادةً حروبًا قصيرة المدى.

وأكد أبو عواد أن ما يزيد من الإحباط داخل الجيش هو غياب الأهداف الواضحة لهذه الحرب، لافتًا إلى أن الضغط العسكري الهائل، الذي أوقع آلاف الشهداء الفلسطينيين، لم يُغيّر من موقف حماس التفاوضي، مما يطرح تساؤلات عميقة داخل الجيش عن جدوى استمرار القتال.

وأشار إلى أن تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال، "إيال زمير"، التي تحدث فيها عن نقص عدد الجنود وتأثيره على تنفيذ خطط القيادة السياسية، تؤكد أن المؤسسة العسكرية تمر بأزمة حقيقية في القدرة على تنفيذ المهام المطلوبة.

وأضاف: "هناك تراجع في الدافعية، وفقدان للثقة في القيادة السياسية، حيث يشعر الجنود بأنهم يقاتلون من أجل بقاء نتنياهو وبن غفير في الحكم، لا من أجل أمن إسرائيل"، مشددًا على أن هذا الشعور يتنامى داخل صفوف الجنود النظاميين والاحتياط على حد سواء.

وتابع أبو عواد أن قرار الجيش بتأجيل توسيع العملية العسكرية في غزة، ومنح الوسطاء فرصة إضافية، لا ينبع من تغيير سياسي أو إنساني، بل لأن الجيش غير مستعد ميدانيًا، ويجد صعوبة متزايدة في تعبئة قوات إضافية.

وحذر في ختام حديثه من أن هذه التصدعات، رغم أنها لا تكفي لوحدها لوقف العدوان، إلا أنها تشكل مؤشرات خطيرة على تآكل الجبهة الداخلية للاحتلال، في ظل مقاومة فلسطينية متصاعدة، ومعنويات إسرائيلية تتدهور يوماً بعد يوم.