سبب وفاة البابا فرنسيس: من هو بابا الفاتيكان وآخر كلماته عن غزة؟

2025-04-21 12:09:58

أعلنت مصادر رسمية، الإثنين 21 أبريل 2025، عن وفاة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع أمراض الجهاز التنفسي.

سبب وفاة البابا فرنسيس

أُدخل البابا فرنسيس إلى مستشفى "جيميلي" في روما بتاريخ 14 فبراير 2025، إثر إصابته بأزمة تنفسية حادة تطورت إلى التهاب رئوي مزدوج.

وقد عانى البابا من أمراض مزمنة في الرئة، تعود جزئيًا إلى استئصال جزء من رئته في شبابه، لكن رغم تحسن حالته لفترة، إلا أن مضاعفات الالتهاب الرئوي أدت إلى وفاته في 21 أبريل الساعة 7:35 صباحًا.

آلية انتقال منصب البابا في الفاتيكان

عند وفاة البابا، تدخل الكنيسة الكاثوليكية في فترة تُعرف بـ "sede vacante" (المقعد الشاغر)خلال هذه الفترة، تُدار شؤون الكنيسة من قبل الكرادلة، دون اتخاذ قرارات كبرى

يُعلن عن وفاة البابا رسميًا من قبل الكاردينال المسؤول، وتُبدأ مراسم الحداد التي تستمر تسعة أيام، تُعرف بـ "Novendiale"

يُعرض جثمان البابا في كاتدرائية القديس بطرس ليتمكن المؤمنون من توديعه.

بعد انتهاء فترة الحداد، يُعقد مجمع الكرادلة (Conclave) في كنيسة السيستين، حيث يتم انتخاب بابا جديد من بين الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا

يُغلق المجمع أمام العالم الخارجي حتى يتم انتخاب البابا الجديد، ويُعلن عن الانتخاب من خلال ظهور الدخان الأبيض من مدخنة الكنيسة

من هو البابا فرنسيس؟ سيرة حياة البابا بروح إنسانية

البابا فرنسيس، واسمه الحقيقي خورخي ماريو بيرغوليو (Jorge Mario Bergoglio)، وُلد في بوينس آيرس، الأرجنتين بتاريخ 17 ديسمبر 1936، وهو أول بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية يأتي من أمريكا الجنوبية، بل وأول بابا من خارج أوروبا منذ أكثر من 1200 سنة! 

خلفية دينية وإنسانية

قبل أن يُنتخب بابا، كان بيرغوليو كاردينالاً في الأرجنتين، وقد عُرف بتواضعه، وقربه من الناس، ورفضه لمظاهر الفخامة. كان يتنقل في الأرجنتين بالحافلة، ويعيش في شقة بسيطة بدل القصر الفخم، ويطبخ طعامه بنفسه!

درس الكيمياء قبل أن يدخل السلك الكنسي، وانضم لاحقًا إلى الرهبنة اليسوعية، والتي تشتهر بالتركيز على التعليم، الفقر، والعمل الاجتماعي.

لحظة انتخابه التاريخية

في 13 مارس 2013، بعد استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر، تم انتخاب خورخي بيرغوليو ليصبح البابا رقم 266 في تاريخ الكنيسة. اختار اسم "فرنسيس" تيمنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، رمز السلام والفقر وحب البيئة

هذا الاسم لم يُستخدم من قبل أي بابا آخر، وكان ذلك إشارة قوية إلى رؤيته الإنسانية والمجتمعية.

توجهاته ورسائله

البابا فرنسيس كان صوتًا عالميًا للسلام، العدالة، والبيئة. دافع عن الفقراء والمهمشين، ووجّه نداءات مؤثرة للحد من الحروب والتغير المناخي، وكان داعمًا قويًا للحوار بين الأديان.

كما اتخذ مواقف جريئة مثل:

دعم اللاجئين وحقوق المهاجرين

التشجيع على تقبّل الآخرين رغم الاختلافات

محاربة الفساد داخل الكنيسة الكاثوليكية

علاقته بالعالم الإسلامي

البابا فرنسيس زار عدد من الدول الإسلامية، منها الإمارات، المغرب والعراق، وكان دوماً يرسل رسائل تسامح وحوار، مؤكدًا أن الأديان يمكن أن تكون جسور سلام وليس جدران فصل

موقف البابا فرنسيس من حرب غزة

في عيد القيامة، الأحد، دخل البابا فرنسيس ساحة القديس بطرس، في سيارة مكشوفة لأول مرة منذ علاجه من التهاب رئوي مزدوج، ليحيي عشرات الألوف من الكاثوليك بعد احتفال الفاتيكان بقداس عيد القيامة، في آخر ظهور علني له.

لم يرأس البابا فرنسيس، الذي توفي صباح الاثنين، إلا القليل من المهام بأوامر من الأطباء، قداس عيد القيامة في الفاتيكان لكنه ظهر في نهاية الحدث لتوجيه رسالة إلى مدينة روما والعالم بمناسبة عيد القيامة.

في رسالته الأخيرة، التي قرأها أحد مساعديه عندما ظهر البابا فرنسيس لفترة وجيزة في الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس، جدد بابا الفاتيكان دعوته لوقف إطلاق النار الفوري في غزة.

يوم أمس الأحد، قال البابا فرنسيس، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة "تولد الموت والدمار"، وتسبب وضعا إنسانيا "مروعا ومشينا".

ولمناسبة "عيد الفصح" المسيحي، أطل البابا فرنسيس من على شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، ووجه عدة رسائل للعالم في خطاب قرأه أحد معاونيه، وفق ما ذكره موقع "أخبار الفاتيكان".

وقال البابا أمام حشد في ساحة بطرس: "أنا قريب من آلام المسيحيين في فلسطين وإسرائيل، كما أنني قريب من الشعبين".

وأضاف: "يتوجّه فكري إلى أهالي غزة، ولا سيما إلى الجماعة المسيحية فيها، حيث ما يزال النزاع الرهيب يولد الموت والدمار، ويسبب وضعا إنسانيا مروعا ومشينا".

ودعا البابا فرنسيس إلى "وقف إطلاق النار وتقديم المساعدة للشعب الذي يتضوّر جوعا ويتوق إلى مستقبل يسوده السلام".

خبر وفاة البابا فرنسيس شهد مواقف عديدة من دول مختلفة حول العالم، حيث تحدثت البلدان عنه ومواقفه التي تدعو إلى السلام في كل مكان، لا سيما في فلسطين.