مركز "شمس" استشهاد الأسير ناصر ردايدة جريمة جديدة من جرائم الإبادة المستمرة بحق الأسرى

أدان مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" بأشد العبارات استشهاد الأسير ناصر خليل ردايدة (49 عاماً) من بلدة العبيدية في محافظة بيت لحم،والمعتقل في سجن عوفر، والذي استشهد في مستشفى "هداسا" الإسرائيلي يوم أمس. وأشار المركز إلى أن هذه الجريمة تؤكد بوضوح سياسة القتل البطيء، والإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى المرضى في سجونها، إذ اعتقل الشهيد وهو مصاب في تاريخ 18 أيلول 2023 ، وقد أعلنت سلطات الاحتلال عن استشهاده صباح أمس 20 نيسان 2025، فيما يؤكد مركز "شمس" أن هذه الجريمة تُضاف إلى سجلٍ طويل من الانتهاكات المستمرة بحق الحركة الأسيرة، وأن الشهيد ردايدة هو الشهيد الثاني الذي يعلن عن استشهاده من شهداء الحركة الأسيرة في غضون أربعة أيام.
وقال مركز "شمس" أن عمليات الإعدام البطيء والمنظم التي تُمارس داخل سجون الاحتلال، كجزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تصفية الأسرى جسدياً ونفسياً، باستخدام أبشع وسائل القمع والتعذيب، بدءًا من التعذيب الجسدي الوحشي، والتجويع، والعزل الانفرادي، مرورًا بالتنكيل الممنهج داخل زنازين التحقيق، وانتهاءً بالإهمال الطبي المتعمد.
وأكد مركز "شمس" أن إعدام الأسير ناصر خليل ردايدة داخل سجون الاحتلال يشكّل جريمة جسيمة وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، خاصة اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949، التي تفرض معاملة إنسانية للأسرى وتمنع الإيذاء الجسدي أو النفسي، وتُلزم بتوفير الرعاية الطبية اللازمة لهم لأن ما تعرض له ردايدة يُعد تجسيداً لسياسة القتل البطيء عبر الإهمال الطبي المتعمد، في خرق واضح للمادتين (13) و(15) من الاتفاقية. كما يُدين استمرار احتجاز جثمانه، معتبراً ذلك جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة (7) من نظام روما الأساسي، وانتهاكاً للقاعدة رقم (117) من القانون الدولي العرفي، التي تلزم بالكشف عن مصير المفقودين وإبلاغ ذويهم.
وقال مركز "شمس" إن تصاعد وتيرة إعدام الأسرى في سجون الاحتلال ناتجة عن سياسات الاحتلال المجحفة بحقهم التي يستغل فيها انشغال العالم في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، والصمت الدولي، والعجز هو ا أمام استمرار الإبادة، الأمر الذي ساعد على تصاعد الجرائم المنظمة بحق الأسرى والمدنيين.
وقال مركز "شمس" أنه باستشهاد ردايدة، يرتفع عدد الشهداء من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى (67) شهيداً، ممن تم توثيق استشهادهم، من بينهم على الأقل (42) شهيداً من قطاع غزة. ويُعد هذا الرقم هو الأعلى في تاريخ الحركة الأسيرة، ما يجعل المرحلة الراهنة الأكثر دموية منذ العام 1967 .كما ويرتفع بذلك عدد شهداء الحركة الأسيرة المعروفة هوياتهم منذ العام 1967 إلى (304) شهيداً، مع وجود عشرات المعتقلين من غزة الذين ما زالوا رهن الإخفاء القسري، ويرتفع عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال إلى (76) شهيداً، من بينهم (65) شهيداً منذ بدء العدوان الأخير في 7/10/2023.
وطالب مركز "شمس" المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمقرر الخاص المعني بالتعذيب، ومنظمة الصحة العالمية، ومجلس حقوق الإنسان، وكافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، بالخروج من دائرة الصمت ، والتحرك الفوري والفاعل لمحاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على جرائمها المتصاعدة بحق الأسرى الفلسطينيين. وعلى ضرورة إجبار دولة الاحتلال على وقف جرائم الإعدام والتعذيب الممنهج داخل السجون، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي التي ترقى إلى القتل العمد. ، وإلى توفير الحماية والرعاية الطبية والمعاملة الإنسانية.