خاص| إسرائيل تواصل الضغط على غزة وترفض إنهاء الحرب دون ضمانات لمستقبل القطاع
بينما تتواصل الدعوات الإسرائيلية لتكثيف العمليات العسكرية في قطاع غزة، يزداد المشهد تعقيداً في ظل غياب أي رؤية واضحة "لليوم التالي".
وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية ياسر مناع إن إسرائيل لا تواجه أي ضغط حقيقي لإنهاء الحرب على قطاع غزة، باستثناء بعض التحركات المحدودة من الولايات المتحدة الأمريكية، التي لم تُترجم حتى الآن إلى خطوات ملموسة على الأرض.
وأكد مناع، في حديث لــ"رايـــة"، أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض العودة إلى الاتفاق السابق مع حركة حماس، ولا يرغب في توقيع اتفاق جديد يُفضي إلى إنهاء الحرب، وإنما يسعى فقط إلى صفقة مؤقتة تؤمن له استعادة الأسرى الإسرائيليين.
وأوضح أن المشكلة الجوهرية التي تواجه إسرائيل حالياً تتمثل في غياب رؤية واضحة لليوم التالي للحرب، أي من سيدير قطاع غزة، وهو ما يجعلها ترفض إنهاء المعركة في هذا التوقيت.
وأشار مناع إلى أن استراتيجية الاحتلال الحالية تعتمد على مزيد من الضغط على حماس والفلسطينيين في غزة، من خلال استمرار الحصار، ومنع إدخال المساعدات، وتكثيف الغارات الجوية، إلى جانب توسيع السيطرة الميدانية واحتلال أراضٍ جديدة.
وأضاف أن إسرائيل تحاول فرض معادلة جديدة في غزة، تقوم على "الأرض مقابل الأسرى"، من خلال عمليات احتلال واسعة ومناورات تهدف إلى تقسيم قطاع غزة، خاصة مدينة غزة، وتجميع السكان في مناطق محدودة ضمن ما يُعرف بالمناطق العازلة.
وحول ما نشره الإعلام العبري عن "مناورة كبرى" لتقسيم غزة، قال مناع إن هذه التسريبات تأتي في سياق الحرب النفسية التي تمارسها إسرائيل، لكن في ذات الوقت، لا يُستبعد أن تُنفذ بعض بنودها جزئياً، رغم أن الواقع الميداني يعقد هذه الخطط ويجعل من الصعب تطبيقها بالكامل.
وأكد الباحث أن الضغط العربي والدولي، وخاصة من الولايات المتحدة، قد يغير المعادلة، لكن حتى الآن، لا توجد مؤشرات قوية على تحرك فعلي قد يُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وختم مناع بالقول إن إسرائيل لا تسعى حالياً إلى إنهاء الحرب، بل إلى تهدئة مؤقتة تمتد لما يقارب 60 أو 70 يوماً، يمكن من خلالها تمرير أهدافها السياسية والعسكرية على الأرض.