السوداني يعقد لقاء في نقابة الصحفيين حول الإبادة الجماعية والثقافية في غزة

عقد الشاعر مراد السوداني، الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين لقاء في مقر نقابة الصحفيين في ساوباولو في اختتام زيارته للتواصل الثقافي مع اتحاد كتّاب البرازيل والمؤسسات ذات العلاقة، وقد تم اللقاء بحضور مدير نقابة الصحفيين ورئيس الجالية الفلسطينية في البرازيل وليد رباح ورئيس الجالية الفلسطينية في ساوباولو وليد شقير والبروفيسور والمترجم محمد الجاروش وعدد من النخب الثقافية والإعلامية البرازيلية ودور النشر.
وعرض السوداني في مداخلته ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة وعموم فلسطين من إبادة جماعية وثقافية وتطهير عرقي عن سبق إصرار وترصد سارداً ما يقوم به الاحتلال من إلغاء ومحو لقطاع غزة وتدمير البنية الثقافية والأكاديمية التحتية والفوقية في القطاع وتدمير الجامعات والمدارس والمعاهد والمراكز والمؤسسات الثقافية والمتاحف والجداريات والمساجد والكنائس والمشافي في إعادة إنتاج التوحش والمجازر والإجرام الذي بلغ ذروته بشكل لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية أمام فرجة العالم وصمت كوني مريب.
كما أشار السوداني إلى خصوصية الأدب الذي أنتج في غزة تحديداً وهو أدب مغاير ومختلف كتب تحت سقف الموت والقذائف الناهبة، حيث كتب وما زال كتاب وأدباء وفنانو غزة بالدم الواقع والوقائع والفجائع التي تعرضوا لها وذووهم والأهوال التي عايشوها وما زالوا جوعاً وحصاراً ودماراً واغتيالاً ومثال ذلك الشهيد الشاعر سليم النفار وعائلته الذين ما زالوا تحت الأنقاض منذ بداية الحرب وكذلك الشاعرة آلاء القطراوي وفقدها لأبنائها الأربعة، واغتيال ما يزيد على 45 كاتباً ومسرحياً وفناناً.
وأوضح السوداني أن كتابة غزة كتابة بالدم وبالحبر الساخن النازف يومياً وهي اجتراح يؤصل لصمود أسطوري يوثق معاناة شعبنا ووجعه اليومي ما يحتاج إلى وقوف مثقفي ومبدعي وأحرار العالم مع شعبنا الذي فقد أسباب الحياة في غزة التي تحولت إلى مقبرة جماعية مفتوحة على الموت والاغتيال والاقتلاع والتهجير، ونحتاج في هذه الظروف القاهرة لتدخل ضمائر المثقفين التي لا بد من استنهاضها وصحوتها لرفع المظلمة عن أهلنا.
كما أشار السوداني إلى استباحة يومية وتهجير ما يقارب على خمسين ألفاً من مخيمي جنين وطولكرم وتعميم ما يزيد على تسعمائة حاجز في الضفة الغربية لفصل المدن والقرى والمخيمات عن بعضها في خطوة غير مسبوقة لتقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية في الضفة كما سبق وتم فصل غزة عن الضفة.
وأكد السوداني على أهمية ترجمة أدب كتاب فلسطين وتحديداً في غزة للغة البرتغالية تعريفاً وتظهيراً لدورهم الإبداعي في ظل معاناتهم اليومية جراء الجرائم التي تقترف بحقهم وعلى الصعد كافة .
كما أن القدس تتعرض للتهويد ومحو المعالم والتزييف بغير طريقة ووسيلة ويواصل الاحتلال هدم بيوت المقدسيين ودفعهم للتهجير عن القدس كما أقدم الاحتلال على إغلاق خمس مدارس للأونروا في سياق استهداف حق العودة ضمن سياقه استهداف المخيمات وتدميرها .
و شكر السوداني في نهاية اللقاء الفواعل الثقافية والإبداعية والفنية البرازيلية لوقوفها مع عدالة القضية الفلسطينية وثقافتها المقاومة في ظل التضليل الإعلامي الاحتلالي وتوابعه في العالم ، مثمناً دور الفنانين البرازيليين بما يقدمونه من إبداعات توثق الإبادة في غزة و دور اتحاد كتاب البرازيل وترجمته لقصص لكتاب ومبدعي غزة وكذلك دار طبلة لللنشر واهتمامها بنشر ترجمات الأدب الفلسطيني في غزة وما يقوم به الروائي والأكاديمي والمترجم ميلتون حاطوم من دعم للقضية والثقافة الفلسطينية وكذلك المترجمة والأكاديمية د. صفاء جبران ترجماتها للأدب الفلسطيني متجاورة مع الأكاديمي والمترجم البروفيسور محمد الجاروش في إسناد ودعم القضية وثقافة فلسطين.