حسن الريس.. من مخططات الهندسة إلى بسطة الفلافل

2025-04-16 22:24:19

غزة - رغد إيهاب الغصين

تحت أشعة الشمس اللاهبة، يقف الشاب حسن نادر الريس خلف بسطة فلافل متواضعة في أحد شوارع غزة، يتصبب عرقاً، ليس فقط من حر الصيف، بل من حرارة الظروف التي فرضها عليه الواقع القاسي خلال الحرب المتواصلة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبين دخان القلي والنار ورائحة الفلافل، يحاول هذا الشاب الطموح أن يعيد رسم ملامح مستقبله الذي شتّته الدمار.

حسن، خريج هندسة ديكور منذ ثلاث سنوات، لم يكن يتوقع أن تتحول أحلامه الهندسية إلى رماد، كما يقول: "كنت أطمح لمكتب هندسي، لتصاميم تحاكي الحداثة والجمال، واليوم أجد نفسي أبيع الفلافل لأبقى واقفًا على قدمي".

لكن رغم هذه المفارقة، لم يطفئ الواقع شغفه بالهندسة. لا يزال قلبه ينبض حباً للتصميم المعماري، ويتوق لتنفيذ مشاريع معاصرة يترك من خلالها بصمة تليق بإبداعه. يؤكد حسن أن شعوره بالفخر لا يوصف عندما يرى إعجاب الزبائن بأعماله الهندسية التي نفذها سابقًا، حتى وإن اضطر للتوقف مؤقتاً.

وعن مشروعه الحالي، يقول: "افتتحت بسطة الفلافل لا من أجل الربح المادي فقط، بل من أجل البقاء، تجديد الروح، واستمرار الإنتاج. العدوان قد يتوقف، ولكن عزيمتنا لا يجب أن تتوقف أبدًا."

ورغم بساطة المشروع، فإن التحديات لا ترحم، حيث يشير حسن إلى أن من أبرز الصعوبات التي يواجهها هي شح غاز الطهي وارتفاع أسعار الحطب الذي يستخدمه كبديل، مما يزيد من مشقة الاستمرار.

ورغم ذلك، لا تزال عينه على الحلم الكبير: "أحلم بالعودة إلى مجالي، وأتمنى أن أتمكن من تصدير تصاميمي إلى الخارج. أدعو كل شاب في غزة وخارجها ألا ييأس، بل يبدأ من حيث يستطيع، فالأمل يولد من بين الركام."

بهذا النموذج الحي من الإرادة، يصبح حسن الريس مثالاً يُحتذى للشباب، ممن لم يسمحوا للحرب أن تسلبهم شغفهم، أو توقف أحلامهم. إنه فعلاً "صانع الإرادة" في زمن الانكسارات.