تصعيد إسرائيلي يهدد اتفاقية السلام مع مصر

2025-04-16 17:53:48

في مشهد تصعيد عسكري غير مسبوق، تواصل إسرائيل توسيع وجودها في جنوب قطاع غزة، مع تحركات ميدانية تهدف إلى السيطرة على نحو نصف مساحة القطاع، وإنشاء مناطق عازلة قد تؤدي إلى إخلاء كامل لمدينة رفح، وهو ما يضع الحدود الفلسطينية مع مصر في دائرة الخطر. 

وتشكل هذه التحركات، بحسب مراقبين، تغييراً جذرياً في الجغرافيا السياسية لغزة، وتنذر بإعادة رسم حدود جديدة دون توافق إقليمي.

أمن مصر القومي

وقال الخبير العسكري المصري محمود محيي الدين، أن مصر تتابع التطورات عن كثب، موضحاً أن القاهرة، رغم دورها الوسيط في الصراع، تعتبر أمنها القومي غير قابل للتفاوض. 

وأكد أن ما تقوم به إسرائيل لا يهدد فقط استقرار غزة بل يقوض فلسفة السلام التي تم ترسيخها منذ اتفاقية كامب ديفيد، مشيراً إلى أن هذه الخطوات قد تدفع مصر لإعادة النظر في الملحق الأمني من الاتفاقية، والذي ينظم الانتشار العسكري قرب الحدود.

في المقابل، حاول الجانب الإسرائيلي نفي وجود نية عدائية تجاه مصر، حيث صرح ألون أفيتار، المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، بأن العمليات العسكرية الجارية تركز فقط على استهداف بنية حركة حماس ومواقع احتجاز الإسرائيليين، مؤكداً أن التنسيق الأمني مع القاهرة مستمر، وأن الحفاظ على اتفاق السلام مع مصر يعد مصلحة استراتيجية ثابتة لإسرائيل، كما شدد على عدم وجود أي نشاط عسكري إسرائيلي داخل الأراضي المصرية.

عزل غزة

ميدانياً، تظهر التحركات العسكرية الإسرائيلية تشكيل خمسة محاور رئيسية داخل قطاع غزة، بينها ما يسمى "محور فيلادلفيا الثاني" الذي يمتد بين رفح وخان يونس، إلى جانب ممرات تفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه. 

وترى القاهرة في هذه الإجراءات محاولات لعزل غزة عن عمقها المصري، معتبرة أن ما يحدث هو فرض أمر واقع يقوض السيادة ويهدد الحقوق الفلسطينية التاريخية.

ورفض الخبير محيي الدين مزاعم تل أبيب حول إعطاء مصر ضوءاً أخضر لنشر قواتها في سيناء، مشدداً على أن القاهرة تتحرك وفقاً لما تنص عليه معاهدة السلام، دون الحاجة لأي موافقة خارجية. 

وأشار إلى أن التحديات الأمنية المعقدة، مثل الإرهاب العابر للحدود واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، تفرض على مصر تطوير قدراتها الدفاعية دون أن تكون مقيدة بأي التزامات تضعف سيادتها.

وفي رسائل تحمل طابع التحذير دون التصعيد، أكد محيي الدين أن "الصبر الاستراتيجي" الذي تنتهجه مصر لا يعني انعدام الخيارات، موضحاً أنه في حال استمرت إسرائيل في فرض واقع استيطاني جديد على الحدود، فإن القاهرة ستعيد تقييم كل المسارات، بما في ذلك إمكانية تعليق البنود الأمنية 

في اتفاق كامب ديفيد. 

وأضاف: "مصر اليوم ليست كما كانت عام 1979، جيشها ومجتمعها أكثر قدرة على حماية المصالح الوطنية"، محذراً من أن اعتماد إسرائيل على السلام المكتوب وحده لحماية علاقتها مع القاهرة يعد خطأً استراتيجياً.

المصدر: سكاي نيوز