عوض لراية: الحرب خيار استراتيجي لإسرائيل وذريعة الأسرى مجرد خدعة

2025-04-10 11:08:56

تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وسط تصعيد غير مسبوق، فيما تتزايد المؤشرات على أن حكومة الاحتلال، وتحديدًا تيار اليمين المتطرف، تصر على مواصلة العدوان كخيار سياسي وعقائدي، في الوقت الذي تلعب فيه الولايات المتحدة دورًا محوريًا في توجيه مسار هذه الحرب.

وفي هذا السياق، قال أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعكس الموقف الحقيقي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن "كاتس صُمم على مقاس نتنياهو، وتصريحاته هي ترجمة حقيقية لنهج هذه الحكومة".

 واعتبر عوض أن إسرائيل لا تسعى حاليًا إلى حل ملف الأسرى، بل تستغلّه كذريعة لمواصلة العدوان، قائلاً: "الحرب تخدم أهداف إسرائيل السياسية والعقائدية، وتسعى من خلالها إلى إعادة احتلال قطاع غزة، وطرد سكانه جزئيًا أو كليًا، ضمن ما يُعرف بـ’اليوم التالي‘، سواء عبر السيطرة المباشرة أو غير المباشرة".

وأضاف: "إسرائيل ليست مستعجلة، وهي ترى في الحرب مخرجًا من أزماتها الداخلية. أما الحديث عن المفاوضات، فليس سوى ذر رماد في العيون، لإرضاء ذوي الأسرى والإدارة الأمريكية".

أمريكا شريكة في الحرب

وأشار عوض إلى أن الولايات المتحدة تلعب دورًا أساسيًا في إدارة هذا العدوان، وقال: "أمريكا لا تضغط على إسرائيل لوقف الحرب، بل تطلب منها أن تُنهي مهمتها أولًا. ترامب تحديدًا يقول لهم: خذوا وقتكم، أنجزوا، ثم سنتحدث عن وقف الحرب".

وأكد أن العودة الإسرائيلية إلى وتيرة القصف الوحشي مؤخرًا، مردّه الرغبة في تحقيق نصر سريع يُجبر المقاومة على رفع الراية البيضاء.

زيارة ترامب المرتقبة للسعودية

أما عن دعوة ترامب لنتنياهو بإنهاء الحرب خلال أسبوعين أو ثلاثة، فرأى عوض أن هذه الدعوة لا تأتي حبًا في الفلسطينيين، بل لأن ترامب "يريد الذهاب إلى السعودية وهو يملك أوراقًا قوية"، ويضيف: "السعودية هي الجائزة الكبرى، هي التي يمكن أن تمنح أمريكا ما تريد من تطبيع وتعاون اقتصادي وعسكري".

وأوضح أن ترامب يسعى إلى ترتيب المشهد الإقليمي قبل زيارة الرياض، مشيرًا إلى أن تهدئة غزة – وليس بالضرورة حلّها – هي خطوة ضرورية ضمن هذا الإطار، خاصة في ظل رغبة واشنطن بفتح قنوات حوار مع إيران أيضًا.

التطبيع والموقف السعودي

وحول فرص التطبيع العربي، قال عوض: "رغم أن بعض الدول أظهرت استعدادًا، إلا أن الزخم تراجع، ولا سيما من جانب السعودية، التي ترى نفسها رأس العالم العربي والإسلامي، ولا يمكنها أن تندفع نحو اتفاق مع إسرائيل في ظل المجازر الجارية".

وأكد أن الشرط السعودي بإقامة دولة فلسطينية ما زال قائمًا، وأن الرياض ستكون حذرة جدًا في أي خطوات نحو التطبيع طالما أن إسرائيل تذبح الفلسطينيين وتُعلن رفضها العلني لفكرة الدولة الفلسطينية.