محافظ نابلس لراية: الاقتصاد ينهار.. ونابلس تدفع ثمن الحصار والتضييق

2025-04-10 10:32:16

بين الحواجز والإغلاق والملاحقات اليومية، تعاني محافظة نابلس من أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة، تفوق ما تعانيه العديد من محافظات الضفة الغربية. المدينة التي لطالما لُقّبت بـ"عاصمة فلسطين الاقتصادية" تخسر تدريجيًا مكانتها بسبب سياسة العقاب الجماعي التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، قال غسان دغلس، محافظ نابلس، في حديث خاص لـ"رايـــة"، إن المدينة تواجه حصارًا اقتصاديًا وسياسيًا ممنهجًا، يتجلى في الانتشار الكثيف للحواجز والبوابات الحديدية على مداخلها.

وأكد دغلس أن 11 حاجزًا ثابتًا تحيط بنابلس من كل الاتجاهات، إلى جانب 47 بوابة حديدية و50 ساتر ترابي، ما يعيق حركة المواطنين والتجار، ويضاعف من معاناة الأهالي.

وأضاف دغلس: "قبل الحرب، كان عدد الداخلين إلى نابلس يوميًا يتراوح بين 120,000 إلى 130,000 شخص، أما اليوم فلا يتجاوز 25,000".

وأشار إلى أن التأثير الاقتصادي ظهر جليًا من خلال تراجع مبيعات المحروقات: "كنا نحقق مبيعات بقيمة مليوني شيكل يوميًا، أما الآن فلا تتعدى 700,000 شيكل".

 وتابع المحافظ: "نابلس تضم أكثر من 25,000 طالب في جامعة النجاح، وسبع مستشفيات، وكلها تأثرت بهذه السياسات العدوانية. المدينة تتعرض لاقتحامات يومية وأوضاع معيشية صعبة بسبب ممارسات الاحتلال وعدوانه المتصاعد".

ورغم الأزمة، أكد دغلس أن نابلس صامدة بثبات أهلها وتكافلهم، قائلاً: "لا محلّ تم إغلاقه، ولا بقالة توقفت. هناك مبادرات مجتمعية، والتجار يؤازرون بعضهم البعض. الأمن الداخلي مستقر، وما من إخلال يُذكر في النظام العام".

وعن الدعم المقدم، قال دغلس: "لا يوجد دعم حكومي مباشر كافٍ لإنعاش المدينة، لكن هناك مبادرات نابعة من المجتمع المحلي، إضافة إلى مساهمات من الحكومة والمؤسسات المختلفة، خصوصًا مع استمرار سياسة الهدم والتجريف".

وذكر أنه خلال أيام قليلة فقط، تم حرق ثلاث منازل وهدم منزلين نتيجة الاجتياحات، أبرزها في مخيم بلاطة، مشيرًا إلى أن الحصر النهائي للأضرار ما زال قيد العمل.

 "يلا على نابلس": مبادرات لمواجهة العزلة

وحول مساعي جذب الزوار مجددًا، أوضح دغلس أن هناك مبادرة أُطلقت تحت شعار "يلا على نابلس"، قائلاً: "نابلس ترحب بكم، قمنا بخفض الأسعار لجذب الزائرين من الداخل المحتل، ونجحنا في كثير من المرات، لكن الحواجز تبقى العائق الأكبر".

وختم بالقول: "الإجراءات ضد نابلس سياسية بامتياز، لكن المدينة ستبقى صامدة، وأملنا بالله أن تفرج قريبًا".