الاضراب خطوة على الطريق

الدعوة للأضراب العالمي اليوم الاثنين الموافق 7 نيسان / ابريل 2025 من قبل الحملة العالمية لوقف الإبادة الجماعية على أبناء الشعب العربي الفلسطيني، التي حملت وسم (strike for gaza) وتزامن مع انطلاق مظاهرات العصيان المدني في عدة دول عربية لوقف الإبادة على قطاع غزة خصوصا وفلسطين عموما، وجاء في بيان الحملة "لأجل غزة واطفالها ونسائها، لأجل وقف ابادتها وقتلها، ندعوكم يا أحرار العالم في كل مكان للمشاركة في الأضراب العالمي، للمطالبة بوقف حرب الإبادة على غزة"، وشدد البيان على تثمين المشاركة بالقول، أن "مشاركتكم وفاء لغزة"، ودعا الى تعميق وتوسيع الأضراب بحيث يتوج بعصيان مدني حتى تتوقف الإبادة الجماعية في القطاع. وشملت الدعوات للأضراب كل من مصر والأردن وعُمان والبحرين والكويت والسعودية والجزائر والمغرب وليبيا والامارات وسورية ولبنان والقدس المحتلة، وكافة الدول العربية.
وبالتلازم مع نداء وبيان الحملة العالمية، أعلنت القوى الوطنية في فلسطين أمس الاحد 6 ابريل الى الأضراب الشامل في الوطن الفلسطيني بمختلف محافظاته ومدنه وقراه ومخيماته، ومخيمات الشتات والمهاجر والمغتربات وفي داخل الداخل، بحيث يكون إضرابا شاملا يطال مختلف مناحي الحياة تنديدا بالإبادة الجماعية الإسرائيلية الأميركية على أبناء الشعب في قطاع غزة والضفة الغربية وفي المقدمة القدس العاصمة، وللمطالبة بوقفها، وإدخال المساعدات الإنسانية كافة، والافراج عن اسرى الحرية الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين، والدفع بالذهاب الى عقد مؤتمر دولي للسلام، وإلزام إسرائيل اللقيطة والنازية بالانسحاب الكامل من القطاع والضفة وكل أراضي دولة فلسطين المحتلة، كمقدمة لاستقلالها الناجز
كما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة ومجلس اتحاد نقابات أساتذة الجامعات الفلسطينية عن الالتزام بالإضراب الشامل غدا الاثنين لذات الهدف الأسمى في هذه اللحظة التاريخية لوقف الإبادة الجماعية والكارثية التي أودت بحياة نحو ربع مليون فلسطيني، وتدمير نحو 90% من الوحدات السكنية والبنى التحتية في القطاع.
مؤكد أن الأضراب يشكل خطوة إيجابية على طريق مواجهة الصمت، او لنقل عدم ارتقاء المجتمع الدولي، وأقطابه وهيئاته ومؤسساته الأممية الى مستوى المسؤولية، والاسهام في رفع منسوب الحراك العالمي في مواجهة التغول والبلطجة الأميركية الإسرائيلية على الشعب العربي الفلسطيني، التي لم تصغ حتى الان لقرارات الشرعية الدولية، ولم تلتزم بميثاق هيئة الأمم المتحدة والمعاهدات والاتفاقيات والقوانين الدولية، ليس هذا فحسب، بل تستبيح تلك القوانين الدولية والعالم اجمع، غير عابئة بها ولا بدم الإباء من الأطفال والنساء والشيوخ والابرياء عموما، من خلال تخندقها في مستنقع قانون الغاب والنازية الأكثر دموية في التاريخ المعاصر.
كما ان الأضراب في حال نجح في استقطاب قطاعات واسعة من شعوب ونخب العالم الحر من طلاب ومثقفين واكاديميين ونواب وعمال وانصار السلام عموما، فأن صوت وشعارات الاضراب والفعاليات المرافقة له ستصل الى غلاة النازية المعاصرة، ويقض مضاجعهم، ويحرك الأقطاب الدولية الغارقة في ازمة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أكثر من 180 دولة في العالم، في حربِ تجارية استثنائية إسوة بما حصل عام 1930، وفي عام 1828، وعلى أهمية دفاع الدول والشعوب عن مصالح دولها، وهذا ابسط واجباتها تجاه شعوبها، الا ان ما يجري في فلسطين لن يتوقف عند حدود الشعب الفلسطيني، ولا على الشعوب العربية، وانما يهدد الامن والسلم العالميين. لأن النازية المتصاعدة في غلوها وفجورها ووحشيتها ستطال العالم، وتنسف القوانين والمعاهدات والقرارات الدولية، وحتى هيئة الأمم المتحدة، والمحاكم الدولية محكمتي العدل والجنائية الدوليتين، خاصة وان قوى اليمين والفاشية في دول أوروبا تشهد صعودا لتلك القوى المتواطئة والمتساوقة مع الإدارة الأميركية الأكثر تطرفا ودولة إسرائيل النازية واللقيطة.
ومن البديهي التأكيد، ان اعلان الأضراب وتوسيعه لبلوغ مرحلة العصيان المدني يشكل رافعة مهمة للدفاع عن الشعب الفلسطيني، وسيكون له صدى إيجابي في مواجهة التحديات الصهيو أميركية. مع أني اعتقد، أن الدعوة الان لعصيان مدني في العالم سابقة لأوانها. لأن ذلك يحتاج الى تحضير واعداد جيد قبل الإعلان عنه.
وكل التحية لكل من سيساهم في الأضراب أو العصيان، رغم قناعتي ان العصيان لن يحالفه الحظ راهنا.