خاص| كارثة إنسانية وشيكة.. الاحتلال يعطّش غزة بقطع إمدادات المياه

2025-04-06 11:10:18

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بات الواقع الإنساني في القطاع كارثيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وفي حديث خاص عبر إذاعة "رايــة"، قال حسني مهنا، منسق الإعلام في بلديات غزة، إن الوضع في القطاع يزداد سوءًا نتيجة الحصار الشامل، وتدمير المرافق الحيوية، وعلى رأسها شبكات المياه ومحطات التحلية.

قال مهنا: "الوضع في غزة اليوم كارثي للغاية، في ظل اشتداد الحصار الإسرائيلي، ومنع إدخال المعدات والآليات اللازمة لطواقم البلديات والمؤسسات الخدمية، إلى جانب منع دخول الأغذية والمساعدات، ووقف إمدادات المياه."

وأضاف أن سكان غزة يواجهون نقصًا شديدًا في مقومات الحياة الأساسية من غذاء وماء، مما خلق أزمة مجاعة وعطش حقيقية.

70% من مياه غزة انقطعت بسبب العدوان

أوضح مهنا أن مدينة غزة باتت تعاني من انقطاع نحو 70% من احتياجاتها اليومية من المياه، بعد أن أوقفت شركة "ميكروت" الإسرائيلية ضخ المياه عقب بدء العملية البرية في حي الشجاعية، رغم أن هذه المياه لم تكن تشكّل سوى 20% من احتياجات المدينة في الأوقات العادية.

وتابع: "تم تدمير أكثر من 64 بئرًا في مدينة غزة وحدها، إضافة إلى توقف محطات التحلية، مما جعل الاعتماد كليًا على المياه القادمة من الاحتلال، والتي تم قطعها ضمن سياسة العقاب الجماعي."

وأشار إلى أن الاحتلال دمر محطة التحلية المركزية في شمال مدينة غزة، كما تعاني البلدية من نقص حاد في مصادر الطاقة البديلة التي كانت تُستخدم لتشغيل الآبار المتبقية، سواء عبر الطاقة الشمسية أو المولدات، في ظل انعدام الوقود.

وأكد أن الاحتلال يتعمد استهداف البنية التحتية بشكل ممنهج، حيث دُمر أكثر من 1100 متر طولي من شبكات المياه، مما أدى إلى تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية، متوقعًا زيادة الأزمات في الأيام المقبلة إذا استمر هذا الوضع.

ما هدف الاحتلال من استهداف المياه؟

عند سؤاله عن هدف الاحتلال من هذا الاستهداف الممنهج، قال مهنا: "الاحتلال يفرض سياسة عقاب جماعي على سكان القطاع منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، بمنع الغذاء، الماء، الكهرباء، والدواء، وهدفه إعادة فرض الحصار الشامل على غزة، خاصة شمالها."

وأشار إلى أن الاحتلال بدأ بإغلاق المعابر، ومنع المساعدات، ومن ثم إيقاف المخابز عن العمل، في محاولة لإعادة سيناريو الحصار الخانق الذي عاشه القطاع سابقًا، مما يزيد من المخاوف حول عودة أوضاع أشد قسوة من تلك التي سبقت إعلان الهدنة مطلع العام الجاري.

الواقع البيئي والصحي: من سيئ إلى أسوأ

تطرق مهنا أيضًا إلى الوضع البيئي والصحي الخطير في غزة، مؤكدًا أن تسرب مياه الصرف الصحي وانتشار المستنقعات والبعوض والقوارض أصبح أمرًا شائعًا، إلى جانب تراكم أكثر من 175,000 طن من النفايات في مدينة غزة وحدها، في ظل عدم القدرة على التخلص منها بسبب توقف الخدمات الأساسية.

كيف يحصل الناس على الماء؟

في ظل كل هذا، أصبح الحصول على الماء في غزة مهمة شبه مستحيلة. ومع بدء موجات النزوح واحتدام العمليات العسكرية، خاصة في حي الشجاعية والمناطق الشرقية، تكدس السكان في مناطق وسط المدينة وشمالها، ما أدى إلى ضغط كبير على الخدمات القليلة المتوفرة.

قال مهنا: "اليوم يصطف المواطنون في طوابير طويلة للحصول على المياه، سواء عبر العربات التي توزعها بعض المؤسسات، أو من محطات التحلية المحلية القليلة التي لا تزال تعمل بشق الأنفس."

وأكد أن المواطن يحصل يوميًا على 20 إلى 50 لترًا فقط من المياه للاستخدام اليومي، في حين أن المعدل الطبيعي قبل العدوان كان يتراوح بين 80 إلى 100 لتر يوميًا.