رئيس بلدية عزون لراية: البلدة تعيش حصارًا خانقًا و"التجارة تحت الصفر"
تعاني بلدة عزون في الضفة الغربية من استهداف إسرائيلي متكرر يطال سكانها ومرافقها الحيوية، حيث يتعرض الأهالي لاقتحامات يومية، واعتقالات واسعة، وإغلاقات خانقة تعزل البلدة عن محيطها، مما أدى إلى شلل اقتصادي ومعاناة مستمرة.
وقال فضل حواري، رئيس بلدية عزون، في حديث خاص لـ"رايـة"، إن ما تتعرض له البلدة هو "عملية ممنهجة ومنظمة من قبل قوات الاحتلال للضغط على عزون وسكانها"، مشيرًا إلى أن هذه السياسات تشمل المداهمات الليلية والنهارية، والاعتقالات المستمرة، إضافةً إلى بناء جدار عازل شمال البلدة يشبه سجن "غوانتانامو".
وأضاف أن الاحتلال يغلق جميع مداخل عزون، حيث أغلقت البوابة الشمالية منذ 7 أكتوبر، والبوابة الشرقية منذ أكثر من 25 عامًا، بينما تبقى البوابة الغربية، وهي المدخل الوحيد، تحت الحصار والتفتيش المستمر، مما يفرض عقابًا جماعيًا على الأهالي.
وأوضح أن الاحتلال يرفض منح تصاريح حتى للأعمال البسيطة مثل توسعة الشوارع أو تنظيفها.
واقع اقتصادي متدهور ومعاناة مستمرة
وأشار حواري إلى أن الحصار أثر بشكل كارثي على الوضع الاقتصادي، حيث أصبحت التجارة في عزون "تحت الصفر"، مع تراجع شبه كامل للحركة التجارية، ومنع دخول المتسوقين من الداخل الفلسطيني والقرى المجاورة، مما أدى إلى شلل تام في الأسواق.
كما لفت إلى أن موسم قطف الزيتون شهد انتهاكات واسعة، حيث مُنع المزارعون من الوصول إلى أراضيهم، وما زالت ثمار الزيتون عالقة على الأشجار حتى اللحظة. وأضاف أن البلدة قدّمت أكثر من 12 شهيدًا منذ 7 أكتوبر، معظمهم شبان بين 17 و25 عامًا، فيما تجاوز عدد المعتقلين 176 شخصًا، مع إصدار أحكام قاسية بحق العديد منهم.
استهداف بلا مبرر وتواطؤ دولي
وأكد حواري أن البلدة تتعرض لاستهداف غير مبرر، حيث تداهم قوات الاحتلال البلدة بشكل يومي، وتقوم بتفتيش المنازل، وترويع السكان، حتى في أوقات خروج الطلاب للمدارس وصلاة التراويح.
وأضاف أن "الاحتلال لا يقدم أي مبررات لهذه الهجمات، سوى الادعاءات الإسرائيلية بأن هناك عمليات رشق حجارة، رغم عدم وجود أي دلائل واضحة على ذلك".
وحول الجهود لدعم البلدة، أوضح حواري أنه تم التواصل مع كافة الجهات الرسمية، والمنظمات الحقوقية، والمؤسسات الدولية والعربية، إلا أن الدعم المقدم لا يزال محدودًا جدًا مقارنة بحجم الضرر الذي تتعرض له البلدة، متمنيًا أن يكون هناك انفراج بعد العيد من خلال بعض المشاريع الداعمة.