خاص| تصعيد في غزة وتأجيل العملية البرية: إسرائيل تضغط وحماس تترقب
ذكرت صحيفة "العربي الجديد" نقلًا عن مصادر مطلعة أن حركة حماس وافقت على مقترح تهدئة خلال أيام عيد الفطر، إلا أن إسرائيل رفضت المبادرة المصرية الأخيرة لوقف إطلاق النار.
وأشارت المصادر إلى أن التصعيد الإسرائيلي في رفح يهدف إلى خلق موجة نزوح قسرية نحو الحدود المصرية، في محاولة لإحراج القاهرة ودفعها لفتح الحدود أمام النازحين تحت وطأة الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وقال فراس ياغي، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي ليست جديدة، لكنها تأتي ضمن سياسات حكومة نتنياهو التي تتحكم بالقرارات العسكرية.
وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يواصل استهداف المدنيين في غزة، حيث تشكّل النساء والأطفال النسبة الأكبر من الضحايا، فيما لا يزال مترددًا في تنفيذ عملية برية خوفًا من الكمائن التي قد تنصبها المقاومة، والتي قد تؤدي إلى خسائر فادحة في صفوفه.
وأضاف أن الوضع في غزة مختلف تمامًا عن السابق، حيث تعتمد المقاومة تكتيك حرب العصابات بدلًا من المواجهة المباشرة، وهو ما يقلق القيادة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يتجنب الدخول في معركة برية موسعة، إذ أن أي خسائر بشرية في صفوفه ستؤثر على الرأي العام الداخلي وتُحدث انقسامات داخلية، خاصة في ظل عدم وجود إجماع على استمرار الحرب.
إسرائيل تخير سكان غزة بين الموت أو النزوح
وأوضح ياغي أن إسرائيل تعتمد على الضغط العسكري عبر القصف الجوي والاستهداف المتواصل للبنية التحتية، بهدف دفع السكان نحو النزوح أو فرض الاستسلام الكامل على المقاومة، وهو أمر غير وارد بحسب التقديرات الإسرائيلية ذاتها.
وأشار إلى أن إسرائيل لم تحقق أهدافها رغم 15 شهرًا من التصعيد العسكري، وهي الآن تحاول البحث عن أوراق ضغط إضافية، من بينها التهديد بعملية برية واسعة. لكنه لفت إلى أن أي دخول بري إلى غزة قد يعرّض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين للخطر، وهو ما يجعل تل أبيب مترددة في اتخاذ هذا القرار.
المعادلة بيد إسرائيل وليس المقاومة
وأكد ياغي أن إسرائيل، المدعومة من الولايات المتحدة، تمتلك غطاءً سياسيًا لاستمرار الحرب، وسط عجز المجتمع الدولي عن فرض أي حلول دبلوماسية.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى فرض واقع جديد في غزة، ليس فقط من خلال استهداف قيادات حماس، بل عبر محاولة إفراغ القطاع من سكانه بشكل ممنهج.
وأشار إلى أن إنهاء الحرب في غزة سيشكل ضربة سياسية لنتنياهو وائتلافه الحاكم، خاصة في ظل الأزمات الداخلية التي يواجهها، ومنها قضايا الفساد والخلافات داخل حكومته.
وأوضح أن المعادلة ليست بيد حماس أو المقاومة، بل تكمن داخل إسرائيل نفسها، حيث يسعى نتنياهو للبقاء في السلطة بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب استمرار العدوان.