محلل سياسي لراية: مفاوضات الدوحة لم تخرج عن إطار الصفقة وإسرائيل تماطل

2025-03-13 12:21:11

مع استمرار التصعيد في غزة والمفاوضات الجارية في الدوحة، تتباين التوقعات حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي. وبينما يرى العديد من المراقبين أن الاتفاق لم يعد قابلًا للاستمرار، يبرز التفاؤل الأمريكي الحذر، كما وصفه الإعلام الإسرائيلي، بشأن المفاوضات.

وأفاد أمير مخول الباحث والمحلل السياسي من حيفا، في حديث خاص لـ"رايــة"، بأن المشهد الحالي ليس مجرد صراع فلسطيني-إسرائيلي، بل هو أكثر تعقيدًا، حيث يشمل أطرافًا عربية وإسرائيلية وأمريكية، بالإضافة إلى الجانب الفلسطيني.

وأضاف أن الوزن السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ يتراجع، كما أن إسرائيل لم تعد تتحكم بالكامل في مجريات الحرب رغم تهديداتها المستمرة.

إسرائيل تسعى لإطالة أمد الأزمة

وأشار مخول إلى أن إسرائيل معنية بإبقاء الوضع القائم في غزة لفترة طويلة، بحيث تصبح أقل سكانًا وأقل قدرة على الحياة، موضحًا أن المفاوضات حتى الآن لم تخرج عن إطار الصفقة الحالية.

وقال إن الحكومة الإسرائيلية تحاول إطالة المرحلة الأولى من الاتفاق دون الدخول في المرحلة الثانية، لكنها في الوقت ذاته تواجه ضغوطًا شعبية متزايدة داخليًا.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية لا تدعم إسرائيل فقط من باب الولاء، وإنما بناءً على مصالحها الخاصة، موضحًا أن تصريحات المسؤول الأمريكي "بولر" تعكس موقفًا استراتيجيًا للإدارة الأمريكية وليس مجرد زلة لسان.

وأكد أن واشنطن لا تفكر فقط في غزة، بل تأخذ في الحسبان قضية فلسطين، والعلاقات مع السعودية، والصين، وإيران، مما يجعل موقفها أكثر تعقيدًا من مجرد دعم نتنياهو.

التوتر بين واشنطن وتل أبيب

وأوضح مخول أن الإدارة الأمريكية تتواصل مع إسرائيل يوميًا فيما يتعلق بالمفاوضات، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تملك اليد العليا في هذه المحادثات، بينما لا تستطيع حماس التواصل معها بشكل مباشر، مما يبقي إسرائيل الطرف الأقوى في المفاوضات.

وتابع: "إسرائيل تبقى الجبهة المتقدمة للولايات المتحدة في المنطقة، وتسعى واشنطن إلى إبقائها قوية ومؤثرة، لكنها تدرك أيضًا أن نتنياهو أصبح عبئًا سياسيًا".

التراجع في الموقف الأمريكي بشأن تهجير سكان غزة

وفيما يتعلق بتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي قال فيها إنه لن يتم طرد أي فلسطيني من غزة، أشار مخول إلى أن هذا التصريح يمكن تفسيره بعدة طرق، فقد يكون مجرد تعديل في الخطاب، لكنه لا ينفي إمكانية تشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين.

وأكد أن التراجع في التصريحات الأمريكية قد يكون نتيجة الضغوط العربية والدولية، خاصة بعد قمة القاهرة الأخيرة، التي وضعت خطة بديلة أكثر قابلية للتنفيذ من خطة ترامب.

كما أشار إلى أن هناك توترًا متزايدًا بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو، حيث لم تعد واشنطن قادرة على تبني مواقفه بالكامل.

ولفت إلى أن مساحة المناورة الإسرائيلية والفلسطينية أصبحت محدودة، مما يزيد من احتمالية استمرار الصفقة الحالية حتى بعد شهر رمضان، وهو ما يتماشى مع رغبة نتنياهو في تمرير الميزانية والحفاظ على استقرار حكومته.