مراسلة راية ترصد التدهور الإنساني والبيئي في غزة وسط الحصار وإغلاق المعابر

2025-03-13 11:48:57

تواجه غزة أوضاعًا إنسانية صعبة ومتفاقمة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار المشدد على القطاع، حيث تتعمد قوات الاحتلال استهداف المدنيين وإغلاق المعابر، مما يفاقم الأزمة الإنسانية والبيئية في المنطقة.

وأفادت مراسلتنا في غزة ربا خالد في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل خروقاته لوقف إطلاق النار عبر استهداف المدنيين الأبرياء بشكل متعمد، إلى جانب إغلاق معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر التجاري الوحيد في غزة، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية.

وأشارت إلى أن الاحتلال يمارس ضغطًا مزدوجًا على الفلسطينيين، الأول عسكري من خلال عمليات القصف والاستهداف المباشر للمواطنين في مناطق عدة، خصوصًا في مدينة خانيونس ورفح والأحياء الشرقية في شمال قطاع غزة، والثاني إنساني عبر تشديد الحصار ومنع دخول المساعدات الضرورية.

وأكدت أن الاحتلال ارتكب جرائم بشعة منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 150 شهيدًا نتيجة الاعتداءات المتكررة.

كما شددت على أن ما يحدث هو سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير سكان غزة عبر منع دخول الماء والغذاء والوقود والمعدات اللازمة لإزالة الركام ومعالجة مياه الصرف الصحي، وهو ما يتماشى مع مخططات الاحتلال التي يروج لها مسؤولون إسرائيليون متطرفون.

كارثة بيئية تهدد حياة الفلسطينيين

وأوضحت خالد أن الاحتلال يمنع طواقم البلديات من الوصول إلى مكبات النفايات، مما اضطرها إلى استحداث مكبات مؤقتة داخل المناطق السكنية، وهو ما يزيد من الأضرار البيئية والصحية على السكان.

وأضافت أن الواقع الصحي في غزة منهار تمامًا، حيث إن معظم المستشفيات خارجة عن الخدمة بسبب الاستهداف الإسرائيلي ونقص المستلزمات الطبية والأدوية، كما أن تكدس النفايات بين الأحياء وخيام النازحين يزيد من انتشار الأوبئة والأمراض، حيث تم رصد حالات مرضية غريبة بين الأطفال بسبب تلوث البيئة وارتفاع درجات الحرارة.

وأشارت إلى أن استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم فاقم الأزمة، حيث تعاني الأسواق من نقص شديد في المواد الغذائية والسلع الأساسية، إضافة إلى شح الوقود اللازم لتشغيل المرافق الحيوية، مثل المستشفيات والمياه والصرف الصحي، مما أدى إلى تراكم مياه الصرف في الشوارع، وانبعاث روائح كريهة تهدد حياة السكان.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الواقع في غزة أكثر مأساوية مما يمكن وصفه، حيث إن كل زاوية في القطاع تعكس صورة الدمار والخراب.