"حلمي آجي عالضفة".. عن حقوق الغزيين التي صارت "أحلام"

2017-09-26 09:40:56

خاص- رايــة: سامح أبو دية-

"غرد بحلمك"، هاشتاق أطلقه نشطاء فلسطينيين بغزة على مواقع التواصل للتحدث عن أحلامهم وطموحاتهم، وبالفعل استجاب شبان القطاع المحاصر وبدأوا بالتغريد كل عن طموحه وأحلامه، لكنها في الواقع لم تكن أحلام أو طموحات، إنما حقوق أساسية يتمتع بها شعوب العالم، وحرموا منها بفعل الحصار الاسرائيلي المتواصل منذ أكثر من 10 سنوات. 

ولأن الموضوع أطلق للتخفيف من حالة انسداد الأفق اما الشباب الغزيين في الواقع، بالتغريد في الفضاء الافتراضي، بدا الأمر محزنا عندما ظهر سقف الأحلام. 

السفر والتعليم والأمن والاستقرار والعلاج خارج القطاع، كانت أبرز "أحلام" الغزيين الذين يعيشون في البقعة الجغرافية الأكثر كثافة سكانية في العالم، وتحت حصار عمره عن 10 سنوات.

وبمزيج من المرارة والسخرية على واقع غزة المتردي كتب الشاب مصطفى يوسف، في "فيسبوك" أن لديه حلمان الأول بدى جديا "أن يتحسن الوضع في قطاع غزة"، ويبدو على الحلم الثاني السخرية، "يصير في مينا ومعبر".

كما يحلم يوسف بإنهاء دراسته الجامعية في غزة والسفر للخارج لاستكمال دراسته العليا.

واستمرار الحصار الاسرائيلي دفع بخدمة وحق بسيط مثل الكهرباء الى بنك أحلام الغزيين أيضا، هذا العام. 

الناشطة ابتهال شراب، كتبت عن أحلامها: "أشوف كل الخريجين متوظفين وفش بطالة بتاتا، وأشوف الكهرباء 24 ساعة دون قطع ويصير عنا مطار ومينا وأروح على الضفة".

وتُعبر شراب عن أمنيتها بالعيش بسلام بعيدا عن الحروب والعنف "بصراحة أكتر حلم في بالي حاليًا ما نعيش حرب تاني بيكفي اللي عشناه"، وتضيف: "عن حقوقك لما تصير احلام وياريت هيك بس كمان صعبة المنال والتحقيق".

وبالنسبة لشاب يعيش يظرف طبيعي فإنه يحلم بالسفر لدولة بعيدة، ربما في اوروبا اذا كان في الوطن العربي، لكن بين الضفة الغربية وغزة  كل شيء يسير على نحو غير طبيعي، فصار المجيئ الى الضفة حلم لفتاة في غزة، رغم ان المكانين يعتبران قطعة من وطن واحد.

الحق في العلاج بات حلماً أيضا في غزة، حيث عبر الناشط نور شامية عن حلمه "نفسي أسافر وأكمل علاج واعمل طرف صناعي وبكفي".

بينما عبّرت آية ابراهيم عن أملها في سفر يأخذها لبلاد الأندلس، "حلمي اسافر على اسبانيا وادرس ماستر واشتغل بشركة مايكروسوفت".

الناشط فادي رأفت تمنى تحقيق العديد من الأحلام أهمها "المصالحة بين فتح وحماس، وفتح المعبر والصلاة في القدس، وإلغاء الضرائب، وتحسن الكهرباء"، معبرا عنها بـ "كلها احلام لم يتحقق منها شيء في ظل الواقع الراهن والحياة الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة!".

الطالبة دعاء الشريف، مازالت تنتظر في قوافل المسافرين، تجلس في قاعة المغادرة بمعبر رفح البري منتظرةً مناداة اسمها، للسفر واستكمال دراستها العُليا (الماجستير) خارج غزة بعد حصولها على منحة تعليمية 100%، وكتبت: "ما ذكرته حقيقة وليس حلم، مع العلم أن هذا جزء بسيط جدا من أهدافي وطموحاتي كشابة فلسطينية".

وعبر ناجي الظاظا عن حلم تجاوز عمره الـ 70 عامًا، وكتب على "فيس بوك"، تحرير فلسطين واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتحرير جميع الاسرى".

جميع أحلام الشبان في غزة، يصطدم تحقيقها إما بإجراءات الاحتلال الاسرائيلي والحصار الذي يفرضه عليهم، واما بالواقع المرير الذي أفرزته أكثر من 10 سنوات على الانقسام الفلسطيني، وهم في حالة انتظار مع احتفاظهم بآمال يرونها بعيدة المنال، حتى يومنا هذا.