الشاب محمد عربيات.. القصة الأكثر شهرة في الأردن
مجدولين زكارنة -
كان محمد عربيات واحدا من جموع العاطلين عن العمل الذين ينتظرون حلم الوظيفة بعد التخرج، قبل ان يقرر السير عكس التيار ويخرج عن السرب مغردا كيفما شاء وخارج الصندوق في فكرة كانت الاولى من نوعها في الاردن عامة وفي مسقط رأسه مدينة السلط غرب العاصمة الاردنية عمان خاصة.
"اغسل الكار على باب الدار" فكرة الشاب "عربيات" الحاصل على بكالوريوس في علم الاجتماع من الجامعة الاردنية والتي تتمثل في "ديليفري" غسيل سيارات على باب البيت او مكان العمل او في اي مكان يختاره الزبون داخل الاردن.

لم يتوقع الشاب الاردني ان تلقى فكرته الاقبال بعد ان وزع منشورات توضح فكرته وخدمته ولكن بعد ان وزع عدد قليل من المنشورات الورقية على سكان محافظة السلط، بدات الفكرة بالانتشار و وقابلها الكثيرون بالدعم ليصبحوا زبائن دائمين لدى عربيات الذي كان العامل الاول والوحيد في غسيل السيارات، ليمتد الامر بعد ذلك لأن يتحول الى نجم على مواقع التواصل الاجتماعي التي نشرت صوره برداءه الاخضر الطويل الذي خصصه لأوقات العمل في غسل السيارات حسب الطلب.

الكثيرون نهوا محمد عربيات عن فكرته تحت مسمى "العيب" الا انه رفض الرضوخ لثقافة العيب التي تسيطر على المجتمعات العربية ليقتدي بوالده وهو محاضر في احدى الجامعات الاردنية الذي حقق حلمه بعد ان عمل لفترة بائع للمشروبات الساخنة على ابواب الجامعة التي حاضر فيها.
حلم محمد في اكمال دراسة الماجستير كان دافعه الدائم للاستمرار بالعمل في "اغسل الكار على باب الدار" ويقول: تكلفة دراسة الماجستير عالية وانا لا اريد ان احمل اهلي فوق طاقتهم لذا قررت ان ادرس على حسابي الخاص".
ويلقى العرض الذي قدمه عربيات استحسان الشارع الاردني فباتوا يغسلون سياراتهم 6 مرات بالشهر مقابل 7دنانير على الرغم من ان هناك الكثير من العمال الوافدين الى الاردن من مختلف الجنسيات والذين يقدمون اسعار أرخص الا ان الاردنيون فضلوا التعامل مع شاب رؤوا فيه نموذجا لكل الشباب الاردنيين.
بعض التعليقات التي انتشرت على فيس بوك بعد دخول عربيات الى الجامعة لاكمال درجة الماجستير.


بعد عام من العمل في تطبيق فكرته الريادية استطاع محمد عربيات ان يحقق حلمه في ان يدرس الماجستير على نفقته الخاصة لتنتشر صورته في اول يوم دراسي بدرجة الماجستير على حسابات التواصل الاجتماعي الاردنية كالنار في الهشيم تشجيعا للشاب الذين رؤوا فيه فخرا للأردن ومثالا للشاب الطموح والناجح.

ولعل محمد عربيات أراد ان يقول للعالم بأن لاحلم مستحيل وان الالتفات الى الخلف لايفيد افعل ما تراه صحيحا انت ليس ما يراه الجميع صحيحا.