عزوف عن شراء الاضاحي.. ما الأسباب؟
خاص- رايـة:
طه ابو حسين-
تعد أسواق الحلال علامة فارقة في عيد الأضحى، اذ تكتظ بالمواطنين قبل ايّام من العيد بحثا عن اضاحي، لذبحها في اول ايّام العيد تلبية لأحد سَنَن هذا العيد عند المسلمين.
مساحة من الارض تخصص لتجار المواشي لعرض مواشيهم للبيع، ويرتادها ايضا مواطنون عاديون لغرض التجارة احيانا او الشراء، باتت تعرف بـ"سوق الحلال". الا ان الإقبال هذا العام يبدو ضعيفا.

سوق الحلال، في المنطقة الواصلة بين مدينتي يطا والخليل، يستقبل كلّ عام تجار المواشي من كلّ أنحاء المحافظة، ليبيعوا ويشتروا الأضاحي، غير أن هذا العام ورغم إقامة السوق إلا أن البيع كان قليلاً، لأسباب متعددة، لخّصت بالوضع الاقتصادي، واللعبة التجارية أو أن هناك لعبة أكبر من التجار تحت طابع سياسي.
إبراهيم الحلاق تاجر أغنام من قرية الريحية، حضر لسوق الحلال حتى يبيع الأضاحي، إلا أنه فقد أعصابه بعد ساعتين من جلوسه دون أن يبيع شيئا "معصب لأن السيولة المالية تعبانة، الأضحية التي تسوى 400 دينار يريدونها بـ 200 دينار، يقولون أنها غالية، ونقول لهم على الأمانة نربح 20 ديناراً، فيرفضون".

أما إبراهيم أبو صبيح تاجر من مدينة الخليل فيقول "السنة أتعس سنة، لأن التجار مصاصين الدماء، أطلعوا دعاية بان هناك مستورد، حطموا التجار والمزارع، في السنوات السابقة كان البيع أفضل، فالسنة البيع ضعيف، وإقبال الناس كذلك، والسبب مجهول".
يشتكي التجار من عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي، وأبو صبيح يرى السبب "إما أن هذه الأمور مسيّسة، أوأن هناك شي علمه عند الله، لأن الناس (كازة) على السوق، والخلل من المسؤولين لأنهم لا يدعمون المزارع".
المزارع ومربي المواشي سلامة مخامرة من مسافر يطا يقول "المستورد الإسرائيلي قتلنا، خاصة العجول، فهذا جعل الخراف تتكدس، بالإضافة أنها سياسة لكسر صمود مربي الأغنام".

أسعار الخراف كانت في سوق الحلال تتراوح بين 6 دنانير للكيلو الواحد حتى 6 وربع الدينار، والتاجر فارس طه يرى أن التجار يترفعوا أن البيع "التجار يلعبون لعبتهم كالعادة، فقد دفعنا بالخروف 6 دنانير ورفضوا. والعجل ارتفع الكيلو الواحد شيقلين اثنين من إسرائيل، بحيث يباع لدينا 15 شيقل".
عادة ما كانت تشهد شوارع الخليل قبيل عيد الأضحى، حظائراً صغيرة للأغنام، لتسهيل عملية البيع، غير أن هذا العام تكاد تكون خالية من هذه الظاهرة، لسرٍ يجهله المواطن، ومع ذلك وإن قلّت نسبة المضحين عن الأعوام السابقة، يصرّ أهالي الخليل على العادة ويستعدون لتقديم الأضاحي مبينين أنهم سيضحون حتى ولو أصبحت الأضحية توزن بالذهب.