غزة إلى أين.. حلول مؤقتة تؤسس لوضع دائم
غزة-راية:
عامر أبو شباب
كثر الحديث مؤخرا عن تطور في العلاقة بين مصر وحماس، بشكل يطرح تساؤلات عن مستقبل قطاع غزة في ظل التحذيرات من انفصال تدريجي بدأ بعدم تمكين حكومة الوفاق الوطني من القيام بدورها في القطاع، فضلا عن مخاوف من التسهيلات المصرية لحماس في الوقت الذي تمارس فيه السلطة ضغوط لإجبار حركة حماس على تسليم غزة لحكومة التوافق، وغير بعيد عن ذلك خشية اسرائيل من انفجار غزة في مواجهة جديدة يتفق الجميع على انها ستكون حرب كارثية.
المختص في العلاقات الدولية د. علاء أبو عامر يرى أن سبب الانفتاح المصري على حماس وعدم رغبة اسرائيل في فرض ضغوط جديدة على الحركة يعود لأسباب استراتيجية اسرائيلية، وأمنية مصرية، فالقاهرة التي تبذل منذ عدة سنوات جهود مضنية لتطهير سيناء من الجماعات الارهابية تخشى من أن تؤدي مزيد من الضغوط على حماس لانفلات أمني واسع، وزيادة العناصر المتشددة في القطاع المجاور لسيناء ومن ثم توافد الاف العناصر إلى سيناء هروبا من الواقع الاقتصادي المتردي في غزة.
يشار إلى أن عشرات العناصر الغزية أعلن مقتلها في سيناء خلال مشاركتها في هجمات داعش على القوات المصرية.
ويوضح د. ابو عامر لمراسل "راية" أن اسرائيل تعتبر استمرار الانقسام الفلسطيني وتطوره لانفصال جغرافي مكسب استراتيجي للاحتلال على طريق تصفية القضية الفلسطينية، لذلك اسرائيل ليست معنية بإسقاط حكم حركة حماس طالما حافظت على وضع أمني هادئ على حدود القطاع، وتعتبر أن حماس ضمنت بعد حرب 2014 هدوء كبير، لذلك هي ليست معنية بتوتر يقود لحرب جديدة يدرك الجميع خطورتها.
وفي سياق التعامل الاسرائيلي مع قطاع غزة، أوضح مصدر سياسي كبير لمراسل رايــة أن اسرائيل تسعى لتثبيت معادلة استراتيجية على الجغرافيا الفلسطينية تتمثل في 6 مليون اسرائيلي مقابل 4 مليون فلسطيني فقط هم: (2.5 مليون في الضفة و1.5 مليون في الداخل فقط) واستثناء 2 مليون فلسطيني من قطاع غزة في كيان منفصل بأي شكل من الأشكال، معتبرا تلك المعادلة بأنها الأمثل والأهم لمستقبل اسرائيل.
بدوره أوضح الكاتب الصحفي المصري، أشرف أبو الهول، أن زيارة وفد من غزة للقاهرة سيكون لمناقشة موضوعات أمنية بحتة، دون التطرق لقضايا سياسية.
وأوضح أبو الهول في تصريح صحفي إلى أن الزيارة تأتي لبحث مزيد من التسهيلات المصرية للقطاع، وتأتي استكمالاً للتفاهمات السابقة بأن تشارك حماس بضبط الحدود من داخل قطاع غزة عبر إقامة منطقة عازلة في غزة، حيث ستساهم الحركة، بشكل أكبر، في إغلاق الأنفاق الممتدة من داخل القطاع ومنع تسلل المتشددين والسلاح من القطاع.
وتوقع أبو الهول أن تنضم السلطة الفلسطينية قريباً إلى تلك التفاهمات، خاصة أن الرئيس محمود عباس "أبو مازن" سيزور القاهرة قريباً، وستشمل تلك التفاهمات فتح معبر “رفح”، بشكل تدريجي.