غزة ومرحلة جديدة.. حسابات الحكم في نظر الاقليم 

2017-07-02 13:26:46

خاص- رايـة:

تتواصل التكهنات في الاونة الاخيرة حول شكل جديد لإدارة قطاع غزة، يكون للقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان دورا اداريا او سياسيا فيه، على ضوء ما باتت تعرف "تفاهمات القاهرة".

وبرز دحلان خلال المباحثات التي جرت في القاهرة في اعقاب توجه وفد رفيع يرأسه قائد حماس في منطقة غزة يحيى السنوار الى العاصمة المصرية لاستكمال التقارب مع مصر، والانتقال الى الملف الامني، المتعلق بضبط الحدود بين الطرفين.

وكان لبروز دحلان عاملا في تغيير مجرى الامور، وجعل الاخير يبدو "المنقذ" في نظر الغزيين. وبحسب مراقبين كان في ذلك دورا مصريا.

لكن الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حماس مصطفى الصواف استبعد تسلم دحلان دورا اداريا او سياسيا في القطاع.

وقال الصواف لـ"رايـة"، أنه "طالما بقي دحلان مرتبطا بأجهزة مخابرات عربية لن يحدث ذلك، لأنه لا يعقل ان يمثل شخص السياسة الفلسطينية وهو خادم لبعض الانظمة العربية".

في حين يرى مراقبون ان الأجواء التصالحية بين تيار دحلان وحركة حماس، هيأتها مصر وعززتها ازمة حركة حماس في القطاع والتي كان اخرها تقليص الكهرباء الاسرائيلية استجابة لتوجه من السلطة الفلسطينية.

 ورأى الصواف ان مصلحة مصر الامنية تدفعها للحديث مع حماس لكنها ارادت اعادة دحلان الى الواجهة من خلال هذه التفاهمات وذلك ضمن توجه لا يزال قائما لدى مصر والرباعية العربية بتولي دحلان منصبا قياديا يؤسس لمرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس.

ووفق مراقبين، فإن دحلان الذي يتمتع بعلاقات متينة مع بعض الانظمة العربية خاصة تلك المنضوية في تحالف مصر والسعودية، بات الانسب وفق الرؤية المصرية للعمل مع حماس في قطاع غزة ضمن مرحلة جديدة، عنوانها السنوار- دحلان.

شاهد أيضا: الدويلة في سيناء.. خطة قائمة رغم النفي المتكرر

وكان الرئيس عباس رفض ضغوطا مصرية واردنية واماراتية لإعادة دحلان الى القيادة الفلسطينية، العام الماضي، وهو ما دفع الى توتر العلاقات بين السلطة وأنظمة هذه الدول، قبل ان تعود، لكن ليس كما تحبذ السلطة.

وطالبت حركة فتح في الايام الماضية، حماس بتوضيح حقيقة تفاهماتها مع دحلان. وفي تصريحات اخرى عبرت الحركة عن رفضها لما اسمته "مشروع امارة غزة".

وتقابل الحسابات المصرية لشكل الحكم في قطاع غزة، حسابات حمساوية ايضا، ظهرت جليا في تصريحات القيادي في حماس محمود الزهار والتي قال فيها "لن نسمح بأي حالة أمنية أو عسكرية تضر ببرنامج المقاومة". 

وكما يبدو فإن الخطوة المصرية لإعادة دحلان هي بمثابة خطة بعيدة المدى بوابتها غزة. 

تفاهمات معلنة

وصرح الزهار، الخميس، ان اللقاء الذي جمع وفد حماس بتيار دحلان في القاهرة أسفر عن الاتفاق على مجموعة قضايا، أبرزها "تفعيل المجلس التشريعي وإدخال الكهرباء والدواء لغزة، والعمل على فتح معبر رفح وإتمام المصالحة المجتمعية".

ويرى الصواف ان ما يجري لن يتعدى هذه التفاهمات المعلنة. وقال ان الاقرب للواقع هو التفاهمات حول عقد مجلس تشريعي يشارك فيه تيار دحلان وأعضاء من حركة حماس للحصول على اغلبية تجعل جلساته قانونية.

وفيما يتعلق بمعبر رفح، قال ان مسألة فتحه يوميا مبكرة جدا، متوقعا فتحه على فترات، وادخال معدات ومركبات دفع رباعي لحماس في غزة، لضبط الحدود.

وفي اعقاب تفاهمات القاهرة، تدفق الوقود المصري الى محطة الكهرباء في غزة، في ضوء الازمة التي يشهدها القطاع جراء تقليص الامدادات الاسرائيلية بناء على توجه لدى السلطة الفلسطينية ضمن ما تسميه "اجراءات استعادة غزة" لدفع حماس على انهاء الانقسام.