ميديا ليكود اميركا: كلاب كَلِبة
الكاتب: جهاد الخازن
أول مشروع لإسرائيل مع ترامب. ما سبق عنوان تحقيق في موقع ليكودي أميركي يقول إن مواجهة البرنامج النووي الإيراني يتقدم على غيره في إدارة ترامب المقبلة.
إسرائيل تملك ترسانة نووية مؤكدة وإيران لا تملك سلاحاً نووياً، ومشروعها مؤجل عشر سنوات على الأقل بموجب الاتفاق النووي معها، ثم تريد عصابة إسرائيل أن تحارب الولايات المتحدة إيران نيابة عن إسرائيل، دولة الاحتلال والقتل.
لا يمضي أسبوع من دون أن تتجمع لي عشرات الأخبار والتحقيقات الصادرة عن عصابة إسرائيل في الميديا الأميركية، ولا أستطيع في هذه العجالة غير الاختيار وتحذير القارئ العربي والمسلم من عصابة تجمع بين الوقاحة والإرهاب والكذب لتدافع عن دولة الجريمة في فلسطين المحتلة.
عندي للقارئ اليوم:
إلهان عمر أميركية من أصل صومالي فازت بمقعد في مجلس ولاية منيسوتا في الانتخابات الأخيرة. فوزها وسام على صدرها، إلا أن تاريخ إقامتها في الولايات المتحدة يعكس غير ذلك، فقد أهينت لأنها ترتدي حجاباً، وبعد فوزها أمطرها سائق تاكسي في واشنطن سيلاً من الإهانات بسبب دينها وهددها.
الوجه الحقيقي لأنصار إسرائيل في الولايات المتحدة أنهم يتسترون على جرائمها بنقل التهمة إلى ضحاياها. وصديق العمر رفاييل كاليس أرسل إليّ موضوعاً من واشنطن عنوانه: قيادة اليهود الأميركيين تخنق حرية الرأي لإسكات منتقدي الصهيونية. اللوبي اليهودي ايباك فرض على مجلس الشيوخ في الثاني من هذا الشهر إصدار قرار بالإجماع لتنبيه الناس إلى اللاساميّة.
تعريف اللاساميّة في القرار وضعه ناتان شارانسكي، وهو منشق يهودي روسي يحمل الجنسية الإسرائيلية. هو يقول إن اللاساميّة رفض حق اليهود بتقرير المصير ورفض حق إسرائيل في الوجود. أقول إن لا حق لليهود الأشكناز من القوقاز بالوجود على أرض فلسطين.
عصابة إسرائيل من الوقاحة أنها تستهدف منذ أشهر رئيس حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن وتتهمه بالتستر على اللاساميّة في حزبه مع أن له مواقف معلنة عن الموضوع. جماعة تنتصر لكوربن دانت الحملة عليه وقالت إن تهمة اللاساميّة من نوع ملاحقة «الساحرات» في العصور الوسطى.
العصابة تتهم أيضاً أنصار السناتور بيرني ساندرز، وهو يهودي، باللاساميّة. كيف ذلك؟ هي تعتمد في مقال على كلام طرف واحد هو جيل تروي الذي هاجم ساندرز ورد عليه أنصار السناتور من ولاية فيرمونت، فقرر أن كلامهم لاساميّ وقبلته العصابة من دون سؤال الطرف الآخر عن رأيه في الموضوع.
هل يعرف القارئ أن أسرة جاريد كوشنر، اليهودي الأرثوذكسي زوج ابنة دونالد ترامب، تتبرع للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية (كل إسرائيل في أرض فلسطين)؟ هل يعرف القارئ أن حكومة الإرهابي بنيامين نتانياهو تدرس إضفاء شرعية على المستوطنات في الضفة الغربية وحول القدس؟ أرى أن حكومة نتانياهو من دون شرعية وهي بالتالي لا تستطيع أن «تشرعن» الإرهاب ضد الفلسطينيين.
العصابة بلغت من الخسّة أنها تتهم اللوبي اليهودي «جماعة مقاومة التشهير باليهود»، بأنه وصف نقاده من اليهود بأنهم يتآمرون عليه لأنه أيد النائب المسلم في الكونغرس كيث إليسون لرئاسة اللجنة الوطنية الديموقراطية. ربما كتبت موضوعاً عن إليسون والتهم الموجهة إليه، أما الآن فأقول إن اللوبي المتّهَم له سجل قديم مستمر في الدفاع عن اليهود ثم يأتي يهود إسرائيل ليتهموه بما فيهم.
أفضل من كل ما سبق جماعة «الصوت اليهودي من أجل السلام» وهو يضم يهوداً أميركيين يطلبون السلام ويسعون إليه، ولهم مواقف مشرفة.
ربما زدت هنا لوبي ج ستريت اليهودي فله مواقف مشرفة مماثلة. ليس اليهود كلهم من نوع نتانياهو وعصابة الشر والحرب.