مــــن شجــــرة الأراك يستخــــرج الســـــواك

الكاتب: خالــــــد أبــــو علـــــي

شجرة الراك أو الأراك او شجرة السواك والاسم العلمي السلفادورا بيرسيكا Salvadora persica وهي شجيرة دائمة الخضرة و بطيئة النمو و يمكن لهذه الشجرة أن تعيش حوالي خمسة وعشرين عاماً وهذه الشجرة مقاومةً للجفاف و يمكن لها أن تنمو في الأراضي القاحلة التي يقل معدل أمطارها عن 200 ملم سنوياً و يمكن لها أن تنمو في الصحارى و على الكثبان الرملية و بالإضافة إلى تحمل هذه الشجرة للجفاف والتصحر فإن بإمكانها تحمل وجود نسبٍ عاليةٍ من الأملاح في التربة .
والأراك شجرةٌ صغيرة الحجم ذات جذع ملتف و ملتوي , أزهارها صفراء صغيرة أما الثمار فهي وردية اللون و بيضاء و سوداء و هذه الثمار صالحةُ للطعام وهي غنية بالسكر و تحوي كل ثمرةٍ منها على بذرةٍ واحدة و هذه البذور غنيةُ جداً بالزيت حيث تحتوي على نسب عاليةٍ من الزيت ، و أكثر أنواع البذور غنىً بالزيت هي بذور الثمار الوردية اللون حيث تحتوي تلك البذور على ما نسبته 39 بالمائة من وزنها زيتاً ، وهذه البذور صغيرة الحجم حيث يتراوح قطرها من 1 إلى 4 مليمتر و تصبح هذه البذور شفافة اللون عندما تقترب من النضج يتم إكثار نبات الأراك أو السلفادورا بيرسيكا بواسطة البذور .
وقد استشهد بها بعض الشعراء ومنهم شعراء العصر الجاهلي كواحدة من أشهر الأشجار التي غطت أجزاء من أراض نجد تحت مسمى " أراك نجد " وأخذت شهرة كأفضل الأشجار التي تدر حليب الإبل ووصفت في علاج بعض الأمراض.
و ثمر شجر الأراك هو ثمر طيب وصالح للأكل ويستخدم في بعص الوصفات الطبية ويوجد على هيئة عناقيد عنبية الشكل ، تكون في البداية بلون أخضر، ثم تتحول إلى اللون الأحمر الفاتح، وعند النضج يكون لونها بنفسجيا إلى أسود، وتسمى ثمار الأراك بـ " الكَبَاث " ، يأكل الناس والطيور ثمر الأراك وفي بعض المواسم يكون الثمر صغير جدا ويسمى " الغيلة " كما تتغذى عليه الإبل ويطعم ثمره في حليب الإبل التي تتغذي عليه ورائحة شجر الأراك طيبه نفاذة وخاصة الكباث .
وسبب شهرة الشجرة يعود إلى استخدامها في صنع السواك لتنظيف الأسنان يطلق عليها شجرة السواك.
قال على بن أبي طالب رضي الله عنه:
ظفرت يا عود الأراك بثغرها
ما خفت مني يا أراك أراك
لو كنت من أهل القتال قتلتك
ما فاز منها يا سواك سواك
ومن شجرة الأراك تنتج السواك الذي يؤخذ من الجذور بشكل وفير حيث يتم الحفر في الأرض بحثا عن الجذور أو العروق لهذه الشجرة وتقطع بطريقة معينة وتغسل وتنظم وتقص جيداً ليصنع منها هي السواك. والسواك هو قطعة خشبية من جذور شجر الأراك يستعمل لتنظيف الأسنان بعد الأكل ووقت العبادة ويعطي الفم رائحة حلوة ومستحبة ، ويحصل على السواك كذلك من شجر الإسحل والبشام والضرو إلا أن السواك من شجرة الأراك هو أفضلها .
وقد أظهرت الأبحاث والتحليلات الكيميائية التي أجريت على الأراك، أن الجذر يحتوي على كمية كبيرة من الكلورين، وكذلك على مادة ثلاثي ميثايل أمين بالإضافة إلى راتنج وسليكا وكبريت وفيتامين ج، لذلك فاستخدام الجذر كمسواك لتنظيف الأسنان يُعتبر طريقة فعالة مفيدة جدا حيث تساعد السليكا على تبييض الأسنان، في حين أن الراتنج يشكل طبقة خارجية فوق المينا الموجودة على الأسنان، تحميها من التسوس، أما مادة ثلاثي الميثايل أمين فتقوم بتنشيط اللثة، ويساعد فيتامين ج على علاج الالتهابات الاسفنجية والنزيف الذي يصيب اللثة.
ارتفع الطلب في الآونة الأخيرة على السواك خاصة بعدما زادة ثقافة استخدام السواك وفوائده بل دخول شركات مصنعه للسواك جعل الناس تفكر بجدية في زراعة أشجار الأراك فتم زراعة الأراك في مصر والأمارات ودول عربية أخرى .
(المعلومات من عدة مصادر ومراجع )