نتنياهو.. المستفيد الأكبر من لقاء فلوريدا!
رأي مسار
معروفٌ عن توأم الحرب والسلام في المنطقة، نتنياهو وترمب، ولع الاثنين بالإعلام، حتى أن ما حدث في فلوريدا، على محدودية النتائج السياسية المتوخاة منه، بدا أن البعد الإعلامي كبث الفعاليات ساعة الذروة، هو همّ الرجلين، وهذا ما حدث.
نتنياهو يعرف كيف يوظف ما حصل عليه من إغداقٍ إعلامي مبالغٍ فيه من جانب ترمب، إذ لأول مرةٍ في التاريخ يحصل بيبي على شهادةٍ بأنه شخصياً هو من أبقى دولة إسرائيل على قيد الحياة، ولولاه لأُبيدت نهائياً من الوجود.
ورغم فداحة المبالغة في أكذوبةٍ كهذه، إلا أن نتنياهو سيوظفها كشهادةٍ تحصد له بعض الأصوات الإضافية في حملته الانتخابية التي كانت زيارة فلوريدا أساساً من ضمنها.
لقاء فلوريدا غير هذه الميزة التي حصل عليها نتنياهو حققت نتيجة أرادها ترمب كذلك، وهي إبقاء مبادرته على قيد التداول ولو بمجرد الوعود المتكررة، فهو يرى أن الانتقال إلى المرحلة الثانية سيتم في منتصف الشهر القادم، ويرى كذلك أن إعادة الإعمار ستتم في ذات الفترة، ويرى أن على حماس تسليم سلاحها في أقرب وقتٍ وإلا...
ومن قبيل تقديم جائزة ترضيةٍ للفلسطينيين فقد أشار إلى خلافٍ بينه وبين نتنياهو حول الضفة، ولكنه لم يفصح عنه ربما لضعف براهينه.
نتنياهو بعد أن منح ترمب جائزةً وهميةً تعادل ترشيحه له لجائزة نوبل في قلة القيمة، يعود مدججاً بقصائد الثناء عليه والوعد بالعفو عنه وهذا يكفيه وهو يخوض حملةً انتخابيةً يرى كثيرون أنها في غاية الصعوبة.
التقويم الحقيقي لما حدث في فلوريدا لن يكون من خلال التسريبات والتصريحات والتوقعات وإنما فيما يجري على الأرض، سواءٌ في غزة التي تنتظر المنخفضات كما لو أنها قصفٌ لا يبقي ولا يذر، وفي الضفة التي تحارب بأيديها العارية وصدورها، عدوان الثلاثي الرهيب، المستوى السياسي، والعسكري، والاستيطاني.
على ضوء ما يحدث في هذين المكانين الملتهبين، يجري تقويم ما حدث في فلوريدا.

