صورة بألف كلمة!
الكاتب: إبراهيم ملحم
تختصر صورة الأب المكلوم بألم الفقد لفلذة كبده، وهو يُدثره بدموعه وآهاته، ووجيعة قلبه، مشهد الدم الذي لم يتوقف عن النزف، رغم إعلان الهدنة المدّعاة، التي جاءت لامتصاص الغضب الشعبي، الذي أسهم في حمل العواصم الغربية على التلويح بتدابير عقابية، دفعت ترمب إلى إعلان وقف الحرب، لينقذ إسرائيل من نفسها الأمّارة بالمزيد من القتل والتدمير للقطاع المنكوب.
قصف مركز الإيواء، وقتل وجرح مَن فيه من أطفالٍ ونساء، كان قصفًا لمشاعر الفرح بحفل زفاف، يعلم الجناة معانيه ودلالاته للفلسطيني الذي ينهض مثل فينيقٍ من تحت الرماد، ليُشعل شمعةً في الظلام، ويصنع أُفقًا للحياة التي دعا شاعرنا الراحل محمود درويش إلى أن نحبها ما استطعنا إليها سبيلا.
ولأن الجناة أعداء الشمس، أعداء الحياة، فإنهم يسعون لنشر الظلام، ووأد الآمال، وقتل الأحلام، وهم الذين يعرفون أكثر من غيرهم أنها إكسير الحياة، الذي يمدّ أصحاب الأرض بأسباب البقاء والتكاثر، أمام من ينشغلون بهندسة الجغرافيا والديموغرافيا، ضمن خطة التطهير العرقي والإبادة للسكان والمساكن، لإقامة المدن الذكية والمنتجعات السياحية على أنقاض المنازل والجثث المطمورة تحتها، ولم يتسنّ منذ عامين إخراجها.
هي صورةٌ تختصر المأساة، وتُبقي الإجابات معلقةً على الأسئلة الحائرة الحارقة.. متى تتوقف الحرب، ويتوقف معها سيلان الأرواح البريئة، التي تهز النفس وتُزلزل الوجدان من فرط مشاعر الانتقام، التي ما زالت تستبدّ بالجناة؟

