الدولة... والجدل حولها
الكاتب: موقع مسار
منذ نشوء مصطلح الدولة الفلسطينية قبل عقود، ومنذ تحوّلها إلى هدفٍ مركزي للعمل الوطني الفلسطيني، بكافة مستوياته، والجدل حولها محتدمٌ من زوايا متعددة.
هل من المصلحة إقامتها على الأراضي التي احتلت في العام 1967؟ أم أن ذلك يجسّد تصفيةً للحقوق في كامل الأرض الفلسطينية التاريخية؟
ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا وإلى إشعارٍ آخر سيظل الجدل محتدماً ولكن بأشكالٍ أخرى.
في هذه الأيام مثلاً يدور جدلٌ حول سؤال.. هل قيام الدولة ممكناً أم مستحيلاً؟ ذلك بعد طوفان الاعترافات الدولية المسبقة بها، والاعتراض الإسرائيلي عليها، وسوف يتواصل الجدل حول إمكانية قيامها من عدمه، ولكلٍ قرائنه التي يستعين بها مع أننا في مسار مع إمكانية قيامها.
وفي هذه الأيام كذلك يجري نقاشٌ دوليٌ على مواصفات الدولة، هل ستكون حال قيامها متعايشةً مع إسرائيل. أم أنها ستكون بمثابة جبهةٍ "إيرانية إرهابية"، كما يحب نتنياهو أن ينظّر لموقفه منها.
حتى الآن نحن في الطريق المليء بالحفر والموانع والألغام، وهذا لا يمنع من أن نتحدث عن الدولة التي يمكن أن تعيش ويمكن أن تكون عامل استقرارٍ في الشرق الأوسط.. هي الدولة التي يرضى عنها الفلسطينيون ولأنهم مختلفون على مواصفاتها، فلا خلاص من هذا الاختلاف، إلا باستفتاءٍ شعبيٍ شاملٍ يشارك فيه كل الفلسطينيين، أصحاب المصلحة في قيامها باعتبارها دولتهم التي يعيشون فيها وتحت سيادتها، هذا الأمر لا يُترك للادعاءات وللاجتهادات وإنما لشرعيةٍ ينتجها الاستفتاء الشعبي الحر والنزيه، وبنتيجته التي ستكون ملزمةً للجميع.
نحن الآن ما نزال بعيدين عن هذه اللحظة، ولكنها هي الأساس لوحدة الشعب الفلسطيني حول الدولة ومواصفاتها.
