قرار مجلس الامن وضع غزة تحت الوصاية الدولية : أبغض الحلال
الكاتب: د. ناصر اللحام
ابدعت النخب السياسية الفلسطينية – كعادتها – في وصف مخاطر قرار مجلس الامن المتعلق بغزة ، دون ان تطرح حلولا واقعية بديلة قابلة للتنفيذ الفوري . وقد دأبت النخب السياسية في فترة الحرب على هذا تباعا . فهي تصف المخاطر والحالة ولا تطرح اية حلول منطقية او مخارج يمكن للمواطن ان يجد فيها بديلا عن الواقع ، فتبقى حبرا على ورق حتى تفقد قيمتها .
منتصفا الليلة الماضية ، وافق مجلس الأمن الدولي على القرار الأمريكي باعتماد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، والتي تُمهد الطريق لقيام دولة فلسطينية.
وقد صوّتت ثلاث عشرة دولة لصالح القرار، ولم تعترض عليه أي دولة، وامتنعت دولتان - روسيا والصين - عن التصويت. وتم اعتماد المقترح كقرار مجلس الأمن رقم 2803.
صوتت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والجزائر والدنمارك واليونان وغيانا وباكستان وبنما وكوريا الجنوبية وسيراليون وسلوفينيا والصومال لصالح القرار.
موقف السلطة المرحب بالقرار تعامل مع الامر الواقع ، على قاعدة ان الأمور تذهب الى معادلات مفروضة على الشعب الفلسطيني بالقوة وان قيام الدولة الفلسطينية هو الحل المعتدل الوحيد المتبقي على مستوى الجيل الحاضر والجيل القادم ، ومع ذلك هدد بعض الوزراء المتطرفين باعتقال قادة السلطة وبينهم الرئيس في إشارة الى العنجهية والتبجح الذي تعاني منه حكومة نتانياهو الراهنة.
ورغم انني لا اقبل موضة ( ان الاحتلال لم يحقق كامل اهدافه وبالتالي نحن انتصرنا ) فهذه فرضيات ساذجة وتضر بالناس كثيرا . مع ذلك نذكر ان صحيفة يديعوت احرنوت كتبت أنه على عكس ما يُشاع في تل ابيب مؤخرًا، لم يسحب الأمريكيون المسودة ولم يُدخلوا عليها أي تعديلات. وظلّ النص الأصلي - بما في ذلك الإشارة إلى مسار الدولة الفلسطينية.
مرة أخرى . نقف امام التزاماتنا السياسية الدولية والإقليمية ، وتؤكد لنا احداث التاريخ ان البحث عن الحلول السهلة التي ترضي الجميع لن تفيدنا بشيء بل سوف تفاقم ازماتنا اضعافا مضاعفة .
ان حكومة التطرف في إسرائيل لم يبق لها سوى اشهر معدودة حتى اجراء الانتخابات . مع أهمية الانتباه ان انتظار نتائج الانتخابات في إسرائيل ليس العامل الوحيد المقرر في الساحات . وعلى القيادات الفلسطينية ان تخفض من أهمية هذه الانتخابات الى اقصى درجة ممكنة وان ترفع من أهمية اجراء انتخاباتنا نحن ومن اجلنا نحن ومن اجل اولادنا.

