ست فيروز مراكبنا على المينا

الكاتب: د. محمد عودة

والله يا ست فيروز قلبي بيوجعني وأنا اسمع غنياتك، بقدر ما فيها الم فيها امل، يا ست فيروز، قبل كل شيء، تخيلي القرى الخضراء والحقول الممتدة يلي كنتي تغنيلها يا كرم العلالي ،الكرم يلي الجيران كانوا يمرّوا على بعضهم بالصباح الباكر، يضحكوا ويتبادلوا هموم الدنيا، الدنيا كانت بسيطة ونقية، وكان شادي بيلعب حتى ضاع، هاي القرى صارت أكوام باطون ولا عاد فيها كروم ولا بيارات.

يا ست فيروز ما في فرق كثير بين جبل الكرمل وتلال الزعرور ويمكن الله الله يا تراب عينطورة تصير الله الله يا تراب الكرمل او يا تراب العاصور، بلابل لبنان مثل بلابل فلسطين ما تغرد الا بالعربية.

يا ست فيروز، الدنيا اتغيرت رجعت الشتوية ورجع معاها البرد مش برد الطقس لوحدة كمان برد الغربة وصقيع صفيح المخيمات، غالبية الناس يا ست فيروز يومها ما كان عندهم بوسطة يركبوها ومشيو حافيين والرصاص مثل زخ المطر فوق رؤوسهم، ناس مشيو للبنان وسوريا وناس مشيو لغزة والغالبية للضفتين، الغربية والشرقية، والي ركبوا البوسطة الناس الي عندهم امكانيات والي كانوا محتارين وين يروحوا (اوروبا واميركا ويمكن بعض دول الخليج) ومع هيك قلوبهم كانت موجوعة على بيوتهم واملاكهم، ترى المال غالي يا ست فيروز ويمكن احيانا أغلي من الروح.

ولما اجا ايلول صاروا الناس يفكروا في  الورق الاصفر الي بيرمز للخريف والي قبل النكبة كانوا يشبهوه بالذهب ،اما بعد الهجرة صارت كل ورقة صفرة وهي نازلة عن الشجرة تحكي للورقة الي جنبها عن الزمن الجميل وكيف الفرح تحول لأحزان ومن يومها صار ايلول رمز للحزن، ولأنه ايلول اخر ايام الصيفية والشمس بتغيب حتى وهي بنص السما، تعبير عن المها على  فراق الحبايب يلي بعدوا وغنينالهم لحن بعدوا بعدو الحبايب ،والحبايب كانوا من بعيد يرددو وانا عندي حنين، كل أغانيكي يا ست فيروز الوحدة بتكمل الي قبلها وكل كلمة بتحكي عن الشتات والضياع وكأن أغانيكي صفحات من دفتر فلسطين الي حاول يمزقة  الاحتلال ،ورغم انه طعم النكبة مُر كثير اجت النكسة وزادت الطعم مرار، شوارع القدس العتيقة عتمت، وزهرة المدائن لفها السواد ،والدكاكين يلي هدتك المزهرية سكرت لأنه فرضوا عليها ضرايب كثيرة.

عن النكبة وعن النكسه كتبنا وكأنا ما كتبنا، كتبنا كل شيء على الورق، مش ورق ايلول لأنه الأولى انا نكتب على صفحات حقول قمح حزيران، كتبنا اسم فلسطين على حجار الطريق واسم الكيان على الرمل، بكرة بس تشتي حرية بيبقى اسم فلسطين واسم الكيان بينمحى، كتبنا عن التخاذل، العجز، الصمت، والألم، ومع انه كتبنا كل شي اليم وحزين الا اننا غلفناه بالأمل، وغنينا سوى فايق يا هوى، واكيد نسمات الحرية بتلفح وجوهنا السمرة حتى وان كانت بعيده.

ست فيروز لو سمحتي لا تساليني كيفك انت لأني مني منيح، ومع هيك بغني سيف فَل يُشهر وخبطة قدمكم على الارض هدارة، خطاكم في طريق العودة، ذياب الغابات صرخوا على زعيمهم ا صرخ يا ديب، فوق التل وتحت التل وبين الوادي والوادي من تسأل عنا تندل وتلقاني وتلقى اولادي، المخيمات يا ست فيروز ما عادت صفيح زينكو صارت مصانع ثوار، وكل ثائر بيسال جده وجدته وبقول احكيلي عن بلدي احكيلي.

واليوم يا ست فيروز، سافرت القضية بين العواصم، فلسطين تتجول بين المحافل الدولية، بين الخطابات والقرارات بلا تنفيذ، مش بس هيك المتهم الأول اجى على المنصة وخطب ،اما التصويت يلي صار في الجمعية العامة بدو آلية تنفيذ، وخطابات الاشقاء من كولومبيا والبرازيل وفنزويلا وكوبا ونيكاراغوا والمكسيك تعتبر حجر زاوية في صرح الدولة، هم اقرب لانهم غنوا معي اني اخترتك يا وطني، غوستافو بيترو جايبلي سلام، ولولا دا سيلفا بدو القمر والقمر فلسطين، واخوتنا في اليمن بغنوا احنا والقمر جيران ،مرة بيعزفو سمفونية على الآلة الي اسمها  فلسطين واحد ومرة فلسطين اثنين وربك عالم كم نوع الة عزف انشطارية عندهم.

في الضفة والقدس يا ست فيروز المستوطنين بعربدوا، يوم في المغير ويوم في المسافر بقلعوا كرم العلالي يلي فيو زيتونات ستي، وبسرقو غنمات القمر، مش انا قلتلك انا والقمر جيران، ما وقفت على المستوطنين، الجيش حطوا تِسعميت(900) بوابه مثل يلي بحطوها للدواب، والكنيست بشارة عليكي قرروا يعدموا الاسرى، بكفيش بيعدم أطفال ونساء غزة بدهم يعدمموأسري الحرية، ومع هيك هم ومستوطنينهم وجيشهم وكنيسهم رايحين كرت احمر على جهنم.

امبارح يا ست فيروز سألوني الناس لوين رايحين ومن شو خايفين، وانا قلتلهم شايفين البحر شو كبير، ورغم انه ليالي الشمال حزينه لأنه السيد غاب من سنه، ومع هيك شفنا قديش في ناس عم تنطر ناس لإحياء الذكرى، رجعوا سألوني لوين رايحين قلتلهم انه مراكب اسطول الصمود راحت على المينا واعتدى الجيش عليهم ورجعهم ،كان على المراكب  مكتوب اسامينا وبتحرسها سفن الاسبان والطليان اهالينا،ابعدهم الجيش الصهيوني بس وحياتك راجعين،راجعين يا هوا.

ست فيروز بدي خبرك خبرية، شادي يلي ضاع من زمان لاقيناه متخفي وعامل فنان، حافظ كل غنياتك وبقول انه هو الفها ولحنها وكأنه متقمص شخصية زياد الله يرحمه، بدي اترجاكي ما تزعلي من شادي ولا مني، من شادي لأنه مُدعي ومني لأني بعيد القصة، وبترجاكي لا عاد تقولي ردني الى بلادي، ان ما رديتي حالك ما حدا حيردك الا إذا تحالفتي مع جوستافو بيترو يلي حكيتلك عنه بالأول، الله يطول بعمرك وتيجي القدس العتيقة محررة وبدل المزهرية راح نهديكي ميتين مزهرية.