الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:30 AM
الظهر 11:23 AM
العصر 2:30 PM
المغرب 4:59 PM
العشاء 6:15 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

أقل الكلام.. لبننة غزة!

الكاتب: إبراهيم ملحم

لم يُفِق المكلومون في غزة من صدمتهم بعد، فوجدوا في وقف الحرب فرصةً لمواساة أنفسهم من حزنٍ مكبوتٍ في صدورهم، فطفقوا يتفقدون ركام بيوتهم، ويذرفون الدمع والورد على أحبتهم، يتعانقون، تتصافح قلوبهم من وجيعة عامين ويومين من هجرتهم اللاهثة بين الشمال والجنوب، كابدوا خلالها آلام الفقد والعطش والجوع في الذهاب وفي الإياب.

في استراحة الوجيعة في سرادق العزاء المفتوح على مختلف أنواع القروح، فإن شيئًا لم يتغير في القطاع المدمر سوى عدّاد الشهداء، الذي يتذبذب بين الارتفاع والانخفاض، وفقًا لهوى القتلة، ومعاييرهم الحارقة في ملاحقة طرائدهم، الذين يحاولون بلوغ ركام بيوتهم، وإقامة الخيام على أطلال منازلهم.

منذ بدء الهدنة المفخخة قضى ١٢٠ شهيدًا، وأُصيب العشرات على حواف الخط الأصفر، الذي بات خط جهنمٍ لمن قادتهم أقدارهم لملامسته، أو حتى محاذاته، فهو خطٌّ ترسمه خوارزميات القتلة، وأحقادهم التي تتلبّس قلوبهم، ولم تغادر عقولهم التي يصوغها فكرٌ لا يقيم وزنًا لحياة الأغيار، الذين هم مجرد حيواناتٍ بشرية، وفق الخطاب الافتتاحي للمحرقة، الذي ألقاه خازن الجحيم وزير الإبادة يوآف غالانت.

نُذر اللبننة تُطلّ من شقوق الصفقة المتعثرة، إذ يبحث ذئب الليكود، المجروح في كرامته من تدخّل ترمب في كبح جماحه لمنعه من بلوغ كامل أهدافه، عن الذرائع لتبرير مواصلة عمليات القتل، ونسف المنازل، وإغلاق المعابر، التي تنتظر على أبوابها مئاتُ الشاحنات المحمّلة بالخيام، والمساعدات، والمعدات الطبية والأدوية المنقذة لحياة آلاف الأطفال، الذين يتضورون ألـمًا في مستشفياتٍ خرجت عن الخدمة.

أمام هذا المشهد الموجع، فإننا ما زلنا نملك ترف السجال على شاشات الفضائيات، حول من يحكم ويدير الأرض اليباب، ويمارس السيادة على الخراب، بينما يجري بصمتٍ تداولُ خططٍ لتشكيل مجلسٍ للوصاية بطاقية إخفاءٍ يعتمرها ترمب.

استمعوا إلى تحذيرات العاهل الأردني مما يجري التخطيط له لمستقبل القطاع، ورفضه القاطع إرسال أيّ قواتٍ تشارك في احتلاله.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...