الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:26 AM
الظهر 12:24 PM
العصر 3:35 PM
المغرب 6:05 PM
العشاء 7:20 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الفصائل... بين ماضيها المشرق وحاضرها المظلم

رأي مسار

 

 

في أواخر ستينيات القرن الماضي، تسلّمت فصائل العمل المسلح قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

وأيّ تشكيلٍ لم يُشهر البندقية آنذاك استبعد عن المشاركة في الأطر القيادية للمنظمة، وأهمها اللجنة التنفيذية، حتى الحزب الشيوعي وكان له منتسبون كثر بين الفلسطينيين، لم يُسمح له بدخول اللجنة التنفيذية إلا بعد أن شكّل قواتٍ مسلحة أسماها قوات الأنصار.

بُني النظام السياسي الفلسطيني منذ ذلك الحين على الفصائل التي اجتمعت في إطار منظمة التحرير، كان الوضع في حينه، نموذجياً بل وضرورياً، بحيث كانت الفصائل وأكبرها فتح، تحتوي غالبية قطاعات الشعب الفلسطيني، فمن لم يكن في الأطر القيادية المدنية كان في القوات المسلحة، ومن لم يكن في هذه أو تلك، كان في المنظمات الشعبية أي أن الشعب كله كان ممثلاً في الفصائل المنضوية جميعاً تحت لواء منظمة التحرير.

حدثت في تلك الحقبة اختلافاتٌ وانشقاقات، وأحياناً اشتباكات مسلحة، إلا أن قوة منظمة التحرير وطنياً وعربياً ودولياً، كانت كافيةً لاستيعاب جميع الاختلافات وما ينجم عنها، حتى سُميت بحق الوطن المعنوي للفلسطينيين إلى أن تُقام الدولة على الأرض.

تغيرت الأمور حين دخلت المنظمة إلى عملية التسوية "مدريد – أوسلو" وكان أن عادت جميع الفصائل إلى أرض الوطن، الموافق منها على أوسلو والمتحفظ عليها، ونشأ نظامٌ سياسيٌ جديدٌ قائمٌ على الانتخابات البرلمانية، وقد احتفظت منظمة التحرير بمكانتها الشرعية، ووصفت في النظام الجديد بالإطار الأعلى، غير أن التطبيق اختلف عن النص.

كان يمكن للنظام المزدوج أن يقود الحالة الفلسطينية داخل الوطن وفي الشتات، لو وجدت صيغة التكامل بين شقيه، غير أن ذلك لم يحدث، فكان أن ضعفت الصيغتين، السلطة والمنظمة، وشاءت التطورات أن يرتبط مصير الشقين بتقدم أو تأخر عملية التسوية.

بدايات تجربة السلطة والمنظمة على أرض الوطن، تزامنت مع نهوض الإسلام السياسي في المنطقة، فانبثقت حماس كحركةٍ سياسية، من حضن التنظيم التاريخي للإخوان المسلمين، وانقسمت فصائل المنظمة حولها، وكان ذلك بمثابة مؤشرٍ أولي على انقسامٍ أوسع داخل منظومة العمل الفلسطيني، فذهب مع حماس من ذهب ولو بالتعاطف والتفهم، وذهب مع فتح من ذهب، ومنذ ذلك الوقت والساحة الفلسطينية واقعةٌ تحت حالةٍ من الانقسام والتشرذم لم يسبق لها مثيل منذ انطلاقة الحركة الوطنية بقيادة منظمة التحرير، ويمكن القول منذ بدايات القضية الفلسطينية في القرن الماضي.

الانقسام الأكبر الذي قادته حماس بانقلابها الذي وصفته بالحسم العسكري، وعجز منظمة التحرير والسلطة الشرعية عن احتواءه، أفرز حالةً كارثيةً مستعصية، لم تنفع معها محاولات القريب والبعيد لمعالجتها.

والآن ونحن في خضمّ حربٍ مصيريةٍ جرت على مدى سنتين في غزة، مع حرب استيطان وإخضاعٍ وسيطرةٍ على الضفة، ما زال الحال كما كان... فصائل تُدعى لمؤتمرات مصالحة في العديد من العواصم العربية وعواصم العالم، ولكنها دائماً ما كانت تعود مثلما ذهبت.

وإذا كان من نقطة إجماعٍ بينها فهي المحافظة على الجمود كي يبقى لكل فصيلٍ حصته في النفوذ الداخلي، مع إجماعٍ آخر وهو استبعاد أي صيغةٍ فعّالة يكون فيها الشعب هو صاحب القرار، كالانتخابات العامة مثلاً.

هذا هو الوضع الآن، وحتى إشعارٍ آخر ستظل الحالة الفلسطينية أسيرةً لعناوين فارغةٍ من المضامين، وستظل الفصائل في انتظار من يدعو لحوار.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...