الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:23 AM
الظهر 12:24 PM
العصر 3:38 PM
المغرب 6:09 PM
العشاء 7:24 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

ترمب... وفائض الولاء في الشرق الأوسط

أنفق الفلسطينيون والعرب، وقتاً طويلاً في السجال حول طوفان الأقصى وما ترتب عليه.

أصحابه ومن معهم، اعتبروه إنقاذاً للقضية الفلسطينية من التبدد والتصفية، وخصومه ومن معهم اعتبروه مخاطرةً غير محسوبة النتائج، بدليل تدمير غزة بالكامل، وقتل وجرح وإعاقة أكثر من ربع مليون انسان على مدى سنتين. المختلفون تشاجروا كثيراً على الفضائيات، دون أن يقنع طرف الطرف الآخر بروايته.

في الواقع الفلسطيني المنقسم على كل شيءٍ حتى البديهيات، لن يتوقف هذا السجال مهما كانت النتائج الملموسة التي أفرزتها عملية طوفان الأقصى والرد الإسرائيلي عليها بالسيوف الحديدية، هذا السجال سوف يستمر إلى ما لا نهاية، فهذه إفرازات الانقسام، الذي اجتاح الحالة الفلسطينية على مدى سبعة عشر عاماً، وأنتج صراعاً داخلياً لم يفلح الكون كله في إنهاءه.

بل امتد ليشمل دولاً وقوىً عديدةً في المنطقة.

ما نراه الآن على خريطة الواقع وليس خرائط التخيلات.

غزة.. دُمّرت بالكامل.

أهل غزة.. خسروا مئات آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين، ذلك غير الخسائر التي ستكتشف في قادم الأيام، حيث نسبة الأرامل والأيتام تفوق أي نسبةً في الكون كله، ونسبة الأطفال الذين قُتلوا أو دفنوا تحت الأنقاض، غير مسبوقةٍ في حروب القرن الحادي والعشرين، أمّا الطلاب فقد فاتتهم ثلاث مواسم دراسيةٍ من الحضانة إلى الجامعة.

وبمنطق النسبة والتناسب فالخسارة جسيمة، والمكاسب تكاد لا تُرى، إلا إذا اعتبرنا التظاهرات التي حدثت في عواصم العالم توازي في أهميتهما ومردودها الخسائر التي وُصفت بالتكتيكية وليحمنا الله من الاستراتيجية إذا كانت التكتيكية بهذا الحجم.

الرابح الأكبر بالحسابات والنتائج الملموسة هي أمريكا التي كانت قيادتها تفكّر بالهرب من الشرق الأوسط إلى أماكن أخرى في العالم، وإذا بها وبأقل الخسائر تجد نفسها ملكةً متوجةً عليه، ما أصاب ترمب بشيءٍ يشبه "الدوار" حين رأى تسابق دول العالم على مبايعته كمخلّصٍ للبشرية ومنقذٍ للشرق الأوسط من التفكك والانهيار.

بأقل الخسائر تمّ تتويج ترمب، ليس ملكاً على إسرائيل فقط، مثلما حدث في الكنيست، بل ملكاً على الشرق الأوسط بحيث لم يحظَ أيّ رئيسٍ أمريكي منذ تأسيس الولايات المتحدة بما حظي به، حتى أصبح الرجل يعاني من فائض الولاء له ولأمريكا.

من هنا ينبغي تقويم ما حدث بين السابع من أكتوبر 2023، إلى العاشر منه 2025، وما بعده، وحين نرى الحقائق كما هي نكتشف سذاجة السجال بين من مع ومن ضد، فالمع والضد في نهاية الأمر صبّا كل ما لديهم أو ما تبقى عندهم في طاحونة ترمب، وكلٌ يأمل أن يشمله بعين العطف.

كل مكانٍ تدخلت أمريكا فيه، كانت تُمنى بخسائر باهظة في الأرواح والمعدات والأموال والهيبة، وما زال عالقاً في الذاكرة هروبها المخجل من فيتنام في منتصف القرن الماضي، وهروبها من أفغانستان في أوائل القرن الحالي، وما نراه الآن هو أن التعويض عن كل ذلك وبأرخص التكاليف يتم في الشرق الأوسط، بينما السجال البائس مستمر، هل ما كان في السابع من أكتوبر نعمةً أم نقمة؟

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...