حكومة فلسطينية جديدة حل لمعضلة التمثيل ام نحن على طريق تصفية القضية !!!

الكاتب: المحامي صلاح الدين علي موسى
الكل نجى استراتيجيا الا نحن اصبنا في تمثيلنا بمقتل وقد نساهم من حيث لا ندري بتصفية القضية ان لم نتحرك سراعا، مصر منعت التهجير والاردن ضمنت عدم العودة للحديث عنه في الضفة وقطر سيتوقف ملاحقتها بصفتها راعية لحماس وتركيا وضعت لها قدما في غزة وبقوة، واسرائيل منعت وجود قيام دولة باعلان شرم الشيخ.
منظمة التحرير اصبحت الممثل الشرعي لكنها ليست الوحيد يشاركها بلير وقطر ومصر وتركيا وحتى امريكا ولم تعد حماس قوة عسكرية ومنافس سياسي، لا جدوى من القول من يتحمل المسئولية، المطلوب الان ان نجد وصفة وطنية ذات مركبات جرئية كنا نعتقد ان مروان سيكون عنصرها الاساسي لو اطلق سراحه بصفقة التبادل!.
المطلوب الاستجابة للضغوط العربية والدولية فيما يتعلق بالبيت الداخلي الفلسطيني، فمصر تشترط عودة دحلان كما عاد ناصر القدوة والسعودية تشترط للمضي بدعمنا باصلاحات حقيقية تتعلق بمن يقود المشهد وفرنسا واوروبا تناور للضغط علينا لاستكمال تغيير المناهج ووضع دستور جديد للدولة العتيدة!
امام هذا الواقع المعقد والبالغ الخطورة علينا ان نتخذ خطوات جرئية ومباشرة ودون تأجيل:
1. اجراء مصالحة فتحاوية داخلية حقيقية وان كانت تبدو للبعض من اعضاء اللجنة المركزية مكلفة تنظيميا، ان تاتي استجابة لمصر والاردن والامارات والسعودية افضل من ان تفرض علينا فرضا او نخسر اكثر واكثر، خاصة واننا استجبنا للضغوط الدولية بخصوص مخصصات الاسرى والشهداء والمناهج ومراجعة الخطاب الاعلامي بل وذهبنا لوضع دستور مؤقت، هل المصالحة الداخلية اخطر على مستقبل القضية من كل ذلك؟
2. اجراء مصالحة مع مكونات المشهد السياسي برمته فان قبلت حماس بان يدير القطاع ويشرف عليه كل من مصر وقطر وتركيا وغيره من الدول الاسلامية وحتى امريكية، فلماذا لا نذهب الى تسريع المضي بخطوات توحد الناس على الارض خاصة وان حوالى 50% من قطاع غزة ما زال تحت الاحتلال الاسرائيلي.
3. ان كان ثمن انقاذ التمثيل الفلسطيني اجراء تعديل حكومي شامل او تغيير حكومي شامل يحمل القضية الى مسارات تتجاوز به الخلافات فلنبادر وبسرعة ، فان كان عودة الدكتور سلام فياض هو الحل فليكن، وان كان فك هذه الحكومة وتكليف الدكتور محمد مصطفى مرة اخرى هو المقبول فليكن وان كان اعادة الدكتور محمد اشتيه على رأس الحكومة هو الافضل فلسطينيا فلنتقدم وان كان اعادة تكليف الدكتور رامي الحمد هو الحل فلنقم بذلك بلا تردد.وان كان اي شخصية مقبولة فلسطينيا وعربيا ودوليا هو الحل فليكن طالما التزم بالتمثيل الوطني وبقية على مسارنا الوطني.
4. لماذا لا نقول للناس اننا جميعا فشلنا في الحفاظ على التمثيل الفلسطيني ولكننا لن نفشل في الدفاع عن القضية، لماذا لا يجتمع رؤساء الحكومات السابقين مع رئيس الوزراء الحالي للخروج بوثيقة وطنية تستجيب للمرحلة وتداعياتها، بحيث ندفع كل الفتن الداخلية ونخرج للعالم موحدين لمرة واحدة وهذه المرة فقط!
بلير يجهز نفسه لحكم وادارة غزة ومعه طغمة من المستثمرين، وقد ينتقل الى الضفة لاحقا ان نجحت الخطة، علينا ان نتحرك الى الامام خاصة وان لدينا مسارين اخرين قد يفشلان خطة الاستيلاء على مستقبل شعبنا وتمثيله، اعلان نيويورك، والاصرار على المحاسبة على الابادة كما قال رئيس فرنسا ورئيس الوزراء الاسباني.
نحن بين زمنيين، زمن الوجود او الالغاء، اما ما بينهما فقد قاومنا كل من حولنا خلال الفترة الماضية ووصلنا الى نقطة اللاعودة، فالرئيس عين نائب رئيس كما اراد، وشكل حكومة رافضا كل الضغوط وحماس اصرت على المواجهة والعرب اضعف مما كانوا.
ما بين الزمنيين قد انتهى بهزيمة مدوية على وحدانية التمثيل،لحظة الحقيقة ان تجاوزناها نكون قد سجلنا لفلسطين البقاء، كلنا عابرين وسنمضي اما فلسطين وشعبها باق، فعلى الجميع ان يتحلى باعلى درجات الاحساس بحسرة فقدان التمثيل الفلسطيني.
هذه ليست دعوة بل لحظة حقيقة فان لن نفعل سنجبر على القبول باسوء من كل ذلك كما حصل معنا في وثيقة شرم الشيخ. فهل نمسك بالشيخ وشرمها قبل ان ينتقل الى حيز التنفيذ حيث لا رجعة عنه بعد ذلك! ام نبقى ندافع عن مواقعنا الفردية ونجاهر بالدفاع عن القضية دون جدوى سياسي!!!!!